نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 263
قال لي سبعين حديثاً ، فلمّا رحل عن الدُّنيا ضاق صدري ، وصعب عليّ كتمان تلك الأحاديث ، فذهبتُ إلى أبي عبد الله عليه السلام ، فعرضت هذه الحالة ، فقال لي أن أذهب إلى الصحراء ، وأحفر الأرض ، وأضع رأسي في الحفرة ، وأقول : إنّ محمداً بن علي الباقر عليه السلام قال لي ; كيت وكيت ، وأدفن الحفرة » [1] . فهذا هو سمت وطريقة أهل البيت عليهم السلام في التعامل مع الأسرار الإلهيّة حيث الوقاية - وهي خير من العلاج - من إيقاع الناس في دائرة الشكّ والمعارضة والإنكار وتجنيب السالك من الوقوع في شَرَك الغرور ، والالتفات إلى النفس وضعف الخلوص وتلويث القلب نتيجة التفات الناس حوله بعد انكشاف أمره ومنزلته . وعلى أيّ حال ، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو : أيكون السالك في حالة صدور مثل هذه الشطحات منه معذوراً أم غير معذور ؟ هنا يوجد بحثان : الأوّل : بحث فقهيّ ، وهو خارج عن محلّ الكلام ، ولكن مع ذلك يمكن القول إنّ القائل بتلك الألفاظ وغيرها - من الشطحات - إنّما قالها وهو غير ملتفت ، فيكون حاله حال القائل بها وهو نائم ; فهو معذور ولا يترتّب عليه أيّ حكم شرعاً ، لأنّه غير ملتفت لأصل وجوده فضلاً عمّا يقوله . بهذا يحاول البعض توجيه ما يقع فيه السلاّك من شطحات ، وذلك بحملهم على كونهم كالنائمين ، أو هم كذلك .
[1] رسالة في السير والسلوك للسيّد بحر العلوم ، مصدر سابق ، ص 357 .
263
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 263