نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 154
في جملة من كتابات المفكّرين المحدثين أنّ واحدة من الإشكالات المثارة على النظرية أنّها تبدأ من حاضر وتريد أن تنتهي إلى غائب ، وذاك الغائب أيضاً مواصفاته غير معلومة ، وبهذا تحصل مفارقات كبيرة . هذه النظرية كانت هي السائدة ، وهذا هو المنهج المعبّر عنه بالمنهج الإنّي في المنطق ، بمعنى أن تبدأ من المعلول وتنتهي إلى العلّة . أمّا عندما نأتي إلى الرؤية الكونيّة العرفانيّة نجد أنّ المنهج ينعكس تماماً . فالمبدأ يكون هو الحقّ سبحانه وتعالى لأنّه هو الموجود ، وهذا كمَن يريد أن يبدأ من الظلّ . ومن يبدأ من الشمس فالشمس هي الموجودة ولكن الظلّ هو آية تلك الشمس . ومن هنا فإنّ العارف بحسب رؤيته الكونيّة وبحسب مكاشفاته يبدأ من الشمس ، ويبدأ من الوجود ، ثمّ ينتهي إلى الآيات . أي يبدأ منه سبحانه وتعالى وينتهي إلى غيره . وهذا يفرض علينا طرح سؤال وهو : أنّنا عندما نبدأ منه سبحانه وتعالى وننتهي إلى الآثار ، وإلى الآيات ، أيكون هو الحاضر أم هو الغائب ؟ حتماً سيكون هو الحاضر ، وبهذا نلاحظ انعكاس المنهج تماماً ، فهناك كنّا نفترض أنّ الحقّ سبحانه وتعالى غائب ، وهذا العالم هو الحاضر ، أمّا عندما نبدأ في الرؤية العرفانيّة نبدأ من الحقّ الذي هو حاضر ويكون عالم الآثار والآثار هي الغائبة . وهذا ما تجد له إشارات واضحة في الآيات الكريمة كما تقدّم في
154
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 154