نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 121
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
عن حقيقة المعارف التي جاء بها الإسلام في الرؤية الكونية التي ترتبط ب « الله » و « الإنسان » و « العالم » ، لا بدّ أن نرجع قليلاً إلى المسالك والمشارب التي سبقت ظهور هذه المدرسة ; لنقف على القواعد والأصول التي أسّستها كلّ واحدة منها ، حيث نجد أنّ الحكمة المشّائية كانت تنطلق من أُسس لتفسير الوجود والنظام الذي حكمته تختلف عن تلك التي ذكرتها الحكمة الإشراقيّة ، وهما يفترقان عن المنهج العرفاني ، وهكذا حال علم الكلام حيث كان له قواعد وأصول أخرى تختلف عن سابقاتها . وهذا الاختلاف في المنهج المتّبع لفهم مسائل الوجود والكشف عن أسراره ، أدّى إلى اختلافات أساسيّة في القواعد والأصول التي انتهت إليها هذه المدارس ، ومنه انطلقت الرؤى الكونيّة المتعدّدة ، فكانت هناك رؤية كونيّة فلسفيّة ، أو عرفانيّة ، أو دينيّة ، وغير ذلك . وهذا الاختلاف ألقى بظلاله على فهم القرآن الكريم الذي يُعدّ المنبع الأساسي لهذه المعارف والحقائق ، فحاولت كلّ طائفة أن تحمل القرآن على تلك النتائج التي انتهت إليها وتفهمه من خلالها . فانبثق فهم عرفانيّ للقرآن ، وفهم فلسفيّ - عقليّ ، وفهم كلاميّ ، وفهم روائيّ ، وهكذا . لقد أدّت هذه المسالك والاتّجاهات المتعدّدة إلى وقوع مصادمات فكريّة حادّة بين أتباعها ، بل كانت في بعض الأحيان سبباً لوقوع مصادمات دمويّة بين الفلاسفة والعرفاء من جهة وبين المتكلِّمين والفقهاء من جهة أُخرى . وخير شاهد على ذلك ما نجده واضحاً في
121
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 121