نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 105
العقليّة التي أسّسوها وافترضوا أنّ معطياتها كنصوص سماويّة معصومة عن الخطأ ، وقضايا عقليّة ضروريّة لا تقبل النقد والتمحيص ، ومن خلال ذلك أخذوا يفكّرون في المعطيات الدينيّة محاولين تطبيقها على قواعدهم الفلسفيّة التي انتهوا إليها ، ووقعوا في ورطة تأويل النصوص الدينيّة بما ينسجم مع النتائج العقليّة . بتعبير آخر : كان الذي يكمن في التفكير الباطني لهؤلاء الفلاسفة أنّ معطيات العقل غنيّة عن البحث والتفسير والتمحيص ، على عكس معطيات الشريعة ; فإنّها قابلة لكلّ تفسير وتأويل وتطبيق ، فكان هذا منشأً لابتعادهم عن ظواهر الشريعة بنحو أو بآخر ، فاتُّهموا من قبل خصومهم المتكلِّمين بأنّهم لا يراعون حرمة للظواهر الدينيّة وإنّما الذي يهمّهم هو الحفاظ على مقولاتهم وقواعدهم الفلسفيّة مهما أمكن ، ولعلّ هذا هو السبب الذي دعا البعض إلى أن يقول عنهم ما نقلناه فيما سبق . وكيف ما كان لا نبالغ إذا قلنا : إنّ هذا الاتّجاه الفلسفي في الفكر الإسلامي استطاع أن يُحكم قبضته الفكريّة وتكون له السلطة المطلقة لقرون عديدة ، إلى أن ظهرت المباني الفلسفيّة التي وضع أُسسها الشيرازي في القرن الحادي عشر من الهجرة في مدرسته « الحكمة المتعالية » ، وعندها أخذ نجم هذا الاتّجاه بالأُفول . ومن أبرز أتباع هذه المدرسة في المشرق الإسلامي ; الفارابي والمحقّق الطوسي ( شارح الإشارات ) والمحقّق الداماد ( أُستاذ صدر الدِّين الشيرازي ) وغيرهم . وأمّا في المغرب الإسلامي فأبرز أتباعها هم : ابن رشد ، وابن باجة ، وابن صائغ وغيرهم .
105
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 105