نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 82
العرفان والأخلاق هنا قد يأتي هذا التوهّم وهو أنّ العرفان العملي لا يفترق أساساً عن علم الأخلاق ، باعتبار أنّ التصوّف عزلناه عن العرفان كظاهرة اجتماعيّة ، وعلم الأخلاق يدور في نفس الفلك الذي يدور فيه العرفان العملي . فالحاجة هنا ضروريّة إلى التمييز بين العرفان العملي وبين علم الأخلاق ; فعلم الأخلاق عندما نعرّفه نبيّنه بكلمة واحدة هي أنّ الأخلاق تعني : « ينبغي ولا ينبغي » ; أي ينبغي أن تفعل كذا ، ولا ينبغي أن تفعل كذا ، وفي العرفان العملي نرى ما يقرب من ذلك حيث إنّه يتضمّن القول : « ينبغي أن تفعل كذا ولا ينبغي أن تفعل كذا » ، فالعرفان العملي هو عبارة عن ذلك القسم الذي يوضّح ويبيّن ارتباط الإنسان ووظائفه وعلاقته بنفسه وبالعالم وبالله ، والعرفان العملي في هذا القسم يشبه الأخلاق أي هو علم عملي ولكن بتفاوت . ويشير الشهيد مطهّري إلى مضمون ومحتوى العرفان العملي بقوله : « وهذا القسم من العرفان يُعرف ويسمّى بعلم « السير والسلوك » وفي هذا القسم من العرفان يتّضح للسالك كيفيّة الوصول إلى القمّة المنيعة للإنسانيّة ، وهي التوحيد ، ومن أين يجب عليه البدء وما هي المنازل والمراحل التي يجب عليه طيّها بالترتيب ، وما هي الظروف التي ستكتنفه في هذه المنازل خلال الطريق ، وما هي الأمور التي سترد
82
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 82