نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 295
الاكتفاء بالشواهد القرآنية ، وهذا ما سنقف عنده في الخصوصيّة الأخيرة . ففي هذا السفر يكون العارف قد نال حظّاً من النبوّة وهو الإخبار لا التشريع ، فيكون تعاطيه مع مُريديه على هذا الأساس ما دام هو في حدود دائرة السفر الثالث . إنّ ثمرة سيره في السفرين الأوّلين تتجلّى لنا في أداء وظيفته الإلهيّة هذه حيث إنارة العقول والقلوب بتلك القضايا الحقّة في صورة القطع أو الاطمئنان بصدق الناقل لها من خلال الوسائل الإثباتية ، العقليّة والنقليّة . الخصوصيّة الرابعة : تحفيز العقل نحو التحقيق والبرهان إنّ ما يتوفّر عليه العارف في شهوده ومكاشفاته في سيره وسفره الثاني يُملي عليه أن يُقيم الأدلّة والبراهين العقلية - إن كان الموقف يستدعي منه ذلك - أو الاكتفاء بالشواهد والأدلّة النقلية من القرآن والسنّة الشريفة ، هذا من جهة العارف وشروط أداء وظيفته ، ولكن أحياناً قد تنحصر وظيفة العارف بالإخبار المحض ؛ فيعطي الفرصة للآخرين المهتمّين بذلك إعطاء الحقائق المنقولة لهم بُعدها الإثباتي والبرهاني ، وهذا لا يعني بالضرورة حصول الانسجام بين الشهود والشواهد والدلائل ، فمن الممكن جدّاً أن يصل الباحث إلى عكس ما ادّعاه العارف تماماً - فيما إذا كان العارف غير معصوم - أو الوصول إلى عدم وجود أيّ دليل أو شاهد على شهود العارف وكشفه ، وهذه النتيجة على اختلاف مضمونها تُعتبر خصوصيّة مهمّة أعطتها إثارة تلك
295
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 295