نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 294
الأسماع والأبصار والأفئدة . . . » [1] وغير ذلك ممّا يؤكّد عدم الانحصار بدائرة المعصومين عليهم السلام . وهنا ينبغي الالتفات إلى أنّ البحث هنا كبرويّ لا صغرويّ . بعبارة أخرى : إنه بحث ثبوتيّ لا إثباتيّ ، حيث المطروح هنا هو هل هذا الأمر ممكن ؟ ونحن نرى إمكانه ، أمّا أنّ فلاناً وصل أم لم يصل ، فذلك بحث صغروي ؛ لسنا بصدده . ولعلّ المعترض على شمول دائرة هذا السفر لغير المعصومين قد خلط بين عالم الثبوت والإثبات أو بين الكبرى والصغرى حيث لم يثبت لديه صغروياً وصول أحد - في حدود بحثه - إلى ذلك المقام ، فأسرى النفي إلى عالم الثبوت وأسقط الكبرى ، مع أنّ عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود ، وكفى لإمكانه عدم وجود دليل عقليّ أو نقليّ على الاستحالة والمنع . هذا ، فضلاً عن الشواهد الروائية المُبرّزة لهذا المعنى ، فإنّ مشهور العرفاء هو القول بإمكان ذلك . فلا ينبغي الوقوع في الخلط بين الإمكان والوقوع أو بين البحث الكبروي والصغروي ، فإنّ بحثنا هو ثبوتيّ إمكانيّ كبرويّ لا إثباتي وقوعيّ صغرويّ . الخصوصيّة الثالثة : إعطاء وظيفة الإنباء والإخبار في هذا السفر الثالث تكون الوظيفة الأساسيّة للعارف هي الإنباء والإخبار عمّا شاهده وتحقّق به في السفر الثاني ، وهذا هو معنى سيره نحو الخلق بالحقّ ، حيث يؤدّي تلك المهام الإلهيّة الربانية التي تستدعي إقامة البرهان العقلي على شهوده إن استدعى الأمر ذلك ، أو
[1] نهج البلاغة ، محمد عبده ، دار المعرفة ، بيروت : 2 / 211 ، الخطبة 216 .
294
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 294