responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 209


فالعارف يتوجّه إلى ذات المعلوم لا إلى صورته أو خياله .
بعبارة أخرى : إنّ ذات المعلوم - أي عين وجوده الخارجي - تكون هي المعلوم بالذات ، أي العلم الحاصل للعالم .
بناءً على هذا فإنّ العلم العرفاني هو علم مباشر بالمعلوم بدون توسّط صورته . فغاية العارف في المعرفة العرفانيّة الوصول إلى المعلوم والعلم به نتيجة للوصول ، في حين إنّ الأمر على العكس في المعارف العاديّة حيث يكون العلم هو المرادَ والوصولُ إلى المعلوم هو النتيجة ، بل نتيجة محتملة وليس حتميّة ; بمعنى أنّ العلم في المعارف العادية لا يعني الوصول للمعلوم حتماً ولزوماً في حين إنّ الوصول إلى المعلوم يستتبع العلم به حتماً .
رابعاً : المعرفة العرفانيّة ودعوتها للعمل من مميّزات السير والسلوك العرفاني التحرّك والحيويّة ، إذ إنّ العرفان ينطوي على عمليّة ينطلق منها العارف ليجتاز المنازل والمراحل والمقامات فيطويها من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة . وهذا ما تقدّم بيانه عن المائز بين الأخلاق « فإنّها ساكنة » وبين العرفان « المتحرّك والحيوي » . والعمل هو الأساس الذي يعتمد عليه العرفان في مقابل الاكتفاء بمجرّد العلم ، إذ إنّ طبيعة العلم لا توصل إلى الله تعالى في نظر العارف ، أمّا المعرفة العرفانيّة المولّدة للعمل والباعثة عليه والداعية إليه فإنّ مميّزاتها أنّها تُغيّر كلّ قلب تحلُّ فيه .
وعليه فإنّ من يريد الوصول إلى التوحيد الحقيقي الذي لا يشوبه شرك ، عليه أن يطوي المسافات ، وأن يشمّر عن ساعد المجاهدة ، وأن

209

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست