نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 7
بل هو واحد بريء عن المادة وعن مخالطة الحركة من كل جهة . فيجب أن يكون البحث عنه لهذا العلم . والذي لاح لك من ذلك في الطبيعيات كان غريبا عن الطبيعيات ومستعملا فيها منه ما ليس منها إلا أنه أريد بذلك أن يعجل للإنسان وقوف على إنية المبدإ الأول فتتمكن منه الرغبة في اقتباس العلوم والانسياق إلى المقام الذي هناك ليتوصل إلى معرفته بالحقيقة . ولما لم يكن بد من أن يكون لهذا العلم موضوع وتبين لك أن الذي يظن أنه هو موضوعه ليس بموضوعه فلننظر : هل موضوعه الأسباب القصوى للموجودات كلها أربعتها إلا واحدا منها الذي لم يكن القول به . فإن هذا أيضا قد يظنه قوم . لكن النظر في الأسباب كلها أيضا لا يخلو إما أن ينظر فيها بما هي موجودات أو بما هي أسباب مطلقة أو بما هي كل واحد من الأربعة على النحو الذي نحصه . أعني أن يكون النظر فيها من جهة أن هذا فاعل وذلك قابل وذلك شيء آخر أو من جهة ما هي الجملة التي تجتمع منها . فنقول : لا يجوز أن يكون النظر فيها بما هي أسباب مطلقة حتى يكون الغرض من هذا العلم هو النظر في الأمور التي تعرض للأسباب بما هي أسباب مطلقة . ويظهر هذا من وجوه : أحدها من جهة أن هذا العلم يبحث عن معان ليست هي من الأعراض الخاصة بالأسباب بما هي أسباب مثل الكلي والجزئي والقوة والفعل والإمكان والوجوب وغير ذلك .
7
نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 7