نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 190
ثم قد اختلف في لفظي الكل والجميع على اعتباريهما فتارة يقولون : إن الكل يقال للمتصل والمنفصل والجميع لا يقال إلا للمنفصل وتارة يقولون : إن الجميع يقال خاصة لما ليس لوضعه اختلاف والكل لما لوضعه اختلاف ويقال : كل وجميع معا لما يكون له الحالان جميعا . وأنت تعلم أن هذه الألفاظ يجب أن تستعمل على ما يقع عليه الاصطلاح والأحرى من وجه أن يقال : كل لما كان فيه انفصال حتى يكون له جزء فإن الكل يقال بالقياس إلى الجزء والجميع أيضا يجب أن يكون كذلك . فإن الجميع من الجمع والجمع إنما يكون لآحاد بالفعل أو وحدات بالفعل لكن الاستعمال قد أطلقه على ما كان أيضا جزؤه وواحده بالقوة . فكان الكل يعتبر فيه أن يكون في الأصل بإزاء الجزء والجميع بإزاء الواحد كان الكل يعتبر فيه أن يكون له ما بعده وإن لم يلتفت إلى وحدته وكان الجميع يعتبر فيه أن يكون فيه آحاد وإن لم يلتفت إلى عده . وكان هذا القول كله من الفضل فإن الاصطلاح أجراهما بعد ذلك مجرى واحدا حتى صار أيضا يقال الكل والجميع في غير ذوات الكمية إذ كان لها أن تتكمم بالعرض كالبياض كله والسواد كله أو كان لها أن تشتد وتضعف كالحرارة كلها والقوة كلها . ويقال للمركب من أشياء تختلف كالحيوان كل إذ هو من نفس وبدن .
190
نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 190