responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعرف لمذهب أهل التصوف نویسنده : أبو بكر محمد الكلاباذي    جلد : 1  صفحه : 51


لمشيئة والفضل والعدل لأنهم لا يستحقون على أجرام منقطعة عقابا دائما ولا على أفعال معدودة ثوابا دائما غير معدود وأجمعوا أنه لو عذب جميع من في السماوات والأرض لم يكن ظالما لهم ولو أدخل جميع الكافرين الجنة لم يكن ذلك محالا لأن الخلق خلقه والأمر أمره ولكنه أخبر أنه ينعم على المؤمنين أبدا ويعذب الكافرين أبدا وهو صادق في قوله وخبره صدق فوجب أن يفعل بهم ذلك ولا يجوز غيره لأنه لا يكذب في ذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وأجمعوا أنه لا يفعل الأشياء لعلة ولو كان لها علة لكان للعلة علة إلى ما لا يتناهى وذلك باطل قال الله تعالى « إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون » وقال « هو اجتباكم » وقال « وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين » وقال « ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس » ولا يكون شئ منه ظلما ولا جورا لأن الظلم إنما صار ظلما لأنه منهى عنه ولأنه وضع الشئ في غير موضعه والجور إنما كان جورا لأنه عدل عن الطريق الذي بين له والمثال الذي مثل له من فوقه ومن هو تحت قدرته ولما لم يكن الله تحت قدرة قادر ولا كان فوقه آمر ولا زاجر لم يكن فيما يفعله ظالما ولا في شئ يحكم به جائرا ولم يقبح منه شئ لآن القبيح ما قبحه والحسن ما حسنه .

51

نام کتاب : التعرف لمذهب أهل التصوف نویسنده : أبو بكر محمد الكلاباذي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست