أريد دوام الذكر من فرط حبه * فيا عجبا من غيبة الذكر في الوجد وأعجب منه غيبة الواجد تارة * وغيبة عين الذكر في القرب والبعد قال الجنيد من قال الله عن غير مشاهدة فهو مفترى يدل على صحة قوله قول الله تعالى « قالوا نشهد إنك لرسول الله » ثم قال « والله يشهد إن المنافقين لكاذبون » أكذبهم الله وإن كانت الكلمة صدقا لأنها لم تكن عن مشاهدة وقال غيره القلب للمشاهدة واللسان للعبارة عن المشاهدة فمن عبر عن غير مشاهدة فهو شاهد زور أنشدونا لبعض الكبار : أنت الموله لي لا الذكر ولهني * حاشا لقلبي أن يعلق به ذكرى الذكرى واسطة يحجبك عن نظري * إذا توشحه من خاطري فكري معناه الذكر صفة الذاكر فإن غبت في ذكرى كانت غيبتي في وإنما يحجب العبد عن مشاهدة مولاه أوصافه قال سرى السقطي صحبت زنجبيا في البرية فرأيته كلما ذكر الله تغير لونه وابيض فقلت يا هذا أرى عجبا إنك كلما ذكرت الله حالت لبستك وتغيرت صفتك فقال يا أخي أما أنك لو ذكرت الله حق ذكره لحالت لبستك وتغيرت صفتك ثم أنشأ يقول : ذكرنا وما كنا لننسى فنذكر * ولكن نسيم القرب يبدو فيبهر فأفنى به عنى وأبقى به له * إذ الحق عنه مخبر ومعبر أنشدونا لابن عطاء