الباب الخامس والأربعون ( قولهم في الرضا ) قال الجنيد الرضا ترك الاختيار قال الحارث المحاسبي الرضا سكون القلب تحت جريان الحكم قال ذو النون الرضا سرور القلب بمر القضاء قال رويم الرضا استقبال الأحكام بالفرح قال ابن عطاء الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار الله للعبد فإنه اختار له الأفضل قال سفيان عند رابعة اللهم ارض عنى فقالت له أما تستحي أن تطلب رضا من لست عنه براض قال سهل إذا اتصل الرضا بالرضوان اتصلت الطمأنينة فطوبى لهم وحسن مآب يريد قوله جل وعز « رضي الله عنهم ورضوا عنه » فمعناه الرضا في الدنيا تحت مجاري الأحكام يورث الرضوان في الآخرة بما جرت به الأقلام قال الله تعالى « وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين » فهو قول الفريقين من أهل الجنة والنار من الموحدين من أهلها فإن المشركين لا يؤذن لهم في الحمد لأنهم محجوبون أنشدونا للنوري