responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلد الأمين والدرع الحصين نویسنده : الشيخ إبراهيم الكفعمي    جلد : 1  صفحه : 318


إلهي دعوتك بالدعاء الذي علمتنيه فلا تحرمني جزاءك الذي وعدتنيه فمن النعمة أن هديتني لحسن دعائك ومن تمامها أن توجب لي محمود جزائك إلهي وعزتك وجلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي وما تنعقد ضمائر موحديك على أنك تبغض محبيك إلهي أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون ولست أيأس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون إلهي لا تغضب علي فلست أقوى لغضبك ولا تسخط علي فلست أقوم لسخطك إلهي أللنار ربتني أمي فليتها لم تربني أم للشقاء ولدتني فليتها لم تلدني إلهي انهملت عبراتي حين ذكرت عثراتي وما لها لا تنهمل ولا أدري إلى ما يكون مصيري وعلى ما ذا يهجم عند البلاغ مسيري وأرى نفسي تخاتلني وأيامي تخادعني وقد خفقت فوق رأسي أجنحة الموت ورمقتني من قريب أعين الفوت فما عذري وقد حشا مسامعي رافع الصوت إلهي لقد رجوت ممن ألبسني بين الأحياء ثوب عافيته ألا يعريني منه بين الأموات بجود رأفته ولقد رجوت ممن تولاني في حياتي بإحسانه أن يشفعه لي عند وفاتي بغفرانه يا أنيس كل غريب آنس في القبر غربتي ويا ثاني كل وحيد ارحم في القبر وحدتي ويا عالم السر والنجوى ويا كاشف الضر والبلوى كيف نظرك لي بين سكان الثرى وكيف صنيعك إلي في دار الوحشة والبلى فقد كنت بي لطيفا أيام حياة الدنيا يا أفضل المنعمين في آلائه وأنعم المفضلين في نعمائه كثرت أياديك عندي فعجزت عن إحصائها وضقت ذرعا في شكري لك بجزائها فلك الحمد على ما أوليت ولك الشكر على ما أبليت يا خير من دعاه داع وأفضل من رجاه راج بذمة الإسلام أتوسل إليك وبحرمة القرآن أعتمد عليك وبحق محمد وآل محمد أتقرب إليك فصل على محمد وآل محمد واعرف ذمتي التي بها رجوت قضاء حاجتي برحمتك يا أرحم الراحمين ثم أقبل أمير المؤمنين ( ع ) على نفسه يعاتبها ويقول أيها المناجي ربه بأنواع الكلام والطالب منه مسكنا في دار السلام والمسوف بالتوبة عاما بعد عام ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام فلو دافعت نومك يا غافلا بالقيام وقطعت يومك بالصيام واقتصرت على القليل من لعق الطعام وأحييت مجتهدا ليلك بالقيام كنت أحرى أن تنال أشرف المقام أيتها النفس اخلطي ليلك ونهارك بالذاكرين لعلك أن تسكني رياض الخلد مع المتقين وتشبهي بنفوس قد أقرح السهر رقة جفونها ودامت في الخلوات شدة حنينها وأبكى المستمعين عولة أنينها وألان قسوة الضمائر ضجة رنينها

318

نام کتاب : البلد الأمين والدرع الحصين نویسنده : الشيخ إبراهيم الكفعمي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست