responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ جوادي الآملي    جلد : 1  صفحه : 15


فعلى المتوضّئ أن يتطهّر عن كلّ ما ورد فيه أنّه نجس أو رجز أو قذارة ورين ودنس ، نحو : الشرك الذي هو الظلم العظيم والرجس الكبير ، حيث قال سبحانه :
* ( « إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ » ) * [1] ، وقال تعالى * ( « إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ » ) * [2] ، وقد قال أيضا * ( « وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ » ) * [3] ، يعني : أنّ أكثر المؤمنين مشركون ، فأكثرهم نجس بالقذارة الباطنة وإن كانوا طاهرين ظاهرا ؛ وذلك لأنّ مشاهدة غير الله تعالى والاعتماد على غيره والثقة بغيره والاستناد إلى غيره في شيء من الأقوال والأفعال والأحوال شرك في الباطن ، مخالف للتوحيد الخالص ، فعلى المتوضئ أن يتطهّر من ذلك الرجس الباطنيّ أيضا حتّى يصير موحّدا خالصا صالحا لأن يناجي ربّه ؛ لكي يناجيه ربّه ، وهذا المتطهّر مؤمن لا ينجّسه شيء ، كما في المحاسن [4] عن أبي جعفر عليه السّلام . ولمّا كانت المعاصي والذنوب متفاوتة لأنّ بعضها أقذر من بعض ، وكانت الطهارات متمايزة لأنّ بعضها أطهر من بعض كانت الملائكة الَّتي يخلقها الله من كلّ قطرة من الوضوء الخالص أو يمثّلها بصورها - أي : بصور الملائكة - متفاضلة ، بأن يكون بعضها أفضل وأرفع من بعض ؛ لأنّهم ليسوا سواء كما ورد فيهم * ( « وَما مِنَّا إِلَّا لَه ُ مَقامٌ مَعْلُومٌ » ) * [5] فمن كانت طهارته أتمّ كانت الملائكة الَّتي تتمثّل تلك الطهارة بصورتها أكمل ، وهكذا .
ومن الملائكة من هو مبعوث للأمور العلميّة ، ومنهم من هو مأمور بالأمور العمليّة ، وللعلم مراتب ، وللعمل درجات ، فكلَّما كانت الطهارة أكمل كانت الملائكة العلميّة أو العمليّة أتمّ حتّى ينتهي الأمر إلى من هو جامع بين مراتب العلم ودرجات العمل .
وقد تقدّم أنّ لكلّ موجود في عالم الطبيعة له وجود تامّ وكامل لدى الله سبحانه ، ويشهد له ما ورد في خصوص الصلاة ، وما لها من المقدّمات والأركان



[1] لقمان : 13 .
[2] التوبة : 28 .
[3] المحاسن : ج 1 ص 225 .
[4] يوسف : 106 .
[5] الصافّات : 164 .

15

نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ جوادي الآملي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست