فالمطلوب المرغوب فيه هو : سرّ العلم وروحه ، والمزهود فيه هو : جسد العلم وبدنه الظاهر باللفظ أو الكتابة أو المفهوم الذهنيّ فقط ، ولمّا كان السرّ الغائيّ هو التوحيد ، ووعاؤه الواقي هو العقل الجامع ، والاذن الواعية ، والقلب المعمور بالذكر ، والنفس المسرورة بالطاعة و . روى معاوية بن وهب البجليّ قال : وجدت في ألواح أبي بخطَّ مولانا موسى ابن جعفر عليهما السّلام : « أنّ من وجوب حقّنا على شيعتنا : أن لا يثنوا أرجلهم من صلاة الفريضة ، أو يقولوا : اللَّهمّ ببرّك القديم ورأفتك ببريّتك اللطيفة ، وشفقتك بصنعتك المحكمة ، وقدرتك بسترك الجميل وعلمك صلّ على محمّد وآل محمّد ، وأحيي قلوبنا بذكرك ، واجعل ذنوبنا مغفورة ، وعيوبنا مستورة ، وفرائضنا مشكورة ، ونوافلنا مبرورة ، وقلوبنا بذكرك معمورة ، ونفوسنا بطاعتك مسرورة ، وعقولنا على توحيدك مجبورة ، وأرواحنا على دينك مفطورة ، وجوارحنا على خدمتك مقهورة ، وأسماءنا في خواصّك مشهورة ، وحوائجنا لديك ميسورة ، وأرزاقنا من خزائنك مدرورة ، أنت اللَّه الذي لا إله إلَّا أنت ، لقد فاز من والاك ، وسعد من ناجاك ، وعزّ من ناداك ، وظفر من رجاك ، وغنم من قصدك ، وربح من تاجرك ، وأنت على كلّ شيء قدير ، اللَّهمّ وصلّ على محمّد وآل محمّد ، واسمع دعائي كما تعلم فقري إليك ، إنّك على كلّ شيء قدير » [1] . وحيث كان الهدف السامي من العبادة هو : لقاء اللَّه كتب مولانا محمّد بن عليّ الرضا - عليهما السّلام - إلى محمّد بن الفرج في الانصراف من صلاة مكتوبة : « . أسألك الرضا بالقضاء ، وبردّ العيش بعد الموت ، ولذّة النظر إلى وجهك ، وشوقا إلى لقائك من غير ضرّاء مضرّة ولا فتنة مضلَّة . » [2] . وحيث إنّ لقاء اللَّه مع كماله وجماله أجلّ من أن يناله ، عدا الأوحديّ الفارغ عمّا يشغله عن اللقاء ، وهو صعب على من اعتاد بما عدا ، وأنس بما سوى ، أوصى
[1] جامع أحاديث الشيعة : ج 5 ص 397 . [2] المصدر نفسه : ص 401 .