نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 640
246 - وقال عليه السّلام : لما بلغه إغارة أصحاب معاوية على الأنبار : فخرج بنفسه ماشيا حتى أتى النخيلة فأدركه الناس ، وقالوا : يا أمير المؤمنين ، نحن نكفيكهم ، فقال : ما تكفوننى أنفسكم فكيف تكفوننى غيركم إن كانت الرّعايا قبلى لتشكو حيف رعاتها ، وإنّنى اليوم لأشكو حيف رعيّتى ، كأنّنى المقود وهم القادة ، أو الموزوع وهم الوزعة ( فلما قال عليه السلام هذا القول فى كلام طويل قد ذكرنا مختاره فى جملة الخطب ، تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما : إنى لا أملك إلا نفسى وأخى فمرنا بأمرك يا أمير المؤمنين ننفذ له ) فقال عليه السلام : وأين تقعان ممّا أريد أقول : هذا الفصل قد مرّ مشروحا في الخطب . وقيل إن الحارث بن حوت أتاه عليه السلام فقال : أترانى أظنّ أصحاب الجمل كانوا على ضلالة فقال عليه السلام : يا حارث ، إنّك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت إنّك لم تعرف الحقّ فتعرف أهله ، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه ، فقال الحارث : فإنّى أعتزل مع سعد بن مالك ، وعبد اللَّه بن عمر فقال عليه السلام : إنّ سعدا وعبد اللَّه بن عمر لم ينصرا الحقّ ولم يخذلا الباطل . قيل : فى قوله : انك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك ، اى : نظرت الى شبهة اصحاب الجمل ، ولم تنظر الى الحق الذى مع إمامك . وفى العرف : انّ الحقّ فوق الباطل ، فوقيّة الشرف والفضيلة ، والباطل تحته ، تحتيّة الدناءة . وقيل : اراد : نظرت الى الخلق وراقبتهم ولم تنظر الى اللَّه فتعمل له ، فحرت اى : لنظرك فى شبهتهم او لمراقبتك إيّاهم . وسعد ابن مالك هو : سعد بن ابى وقّاص . 247 - وقال عليه السّلام : صاحب السّلطان كراكب الأسد : يغبط بموقعه ، وهو أعلم بموضعه . ووجه التشبيه : صعوبة المركب وخطره . ونبّه عليه بقوله يغبط الى آخره .
640
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 640