responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 611

إسم الكتاب : اختيار مصباح السالكين ( عدد الصفحات : 686)


121 - وقال عليه السّلام : وقد سمع رجلا يذم الدنيا : أيّها الذّامّ للدّنيا المغترّ بغرورها المخدوع بأباطيلها أتغترّ بالدّنيا ثمّ تذمّها ، أنت المتجرّم عليها أم هى المتجرّمة عليك متى استهوتك أم متى غرّتك أبمصارع آبائك من البلى أم بمضاجع أمّهاتك تحت الثّرى كم علَّلت بكفّيك وكم مرّضت بيديك تبغى لهم الشّفاء ، وتستوصف لهم الأطبّاء ، غداة لا يغنى عنهم دواؤك ، ولا يجدي عليهم بكاؤك ، ولم ينفع أحدهم إشفاقك ولم تسعف بطلبتك ، ولم تدفع عنه بقوّتك وقد مثّلت لك به الدّنيا نفسك وبمصرعه مصرعك . إنّ الدّنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، ودار موعظة لمن اتّعظ بها ، مسجد أحبّاء اللَّه ، ومصلَّى ملائكة اللَّه ومهبط وحى اللَّه ، ومتجر أولياء اللَّه ، اكتسبوا فيها الرّحمة ، وربحوا فيها الجنّة ، فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها وأهلها فمثّلت لهم ببلائها البلاء ، وشوّقتهم بسرورها إلى السّرور راحت بعافية ، وابتكرت بفجيعة ، ترهيبا وترغيبا ، وتخويفا وتحذيرا ، فذمّها رجال غداة النّدامة ، وحمدها آخرون يوم القيامة ، ذكَّرتهم الدّنيا فتذكَّروا ، وحدّثتهم فصدّقوا ، ووعظتهم فاتّعظوا . قوله : بمصارع آبائك : استفهام استهزاء . ومثلَّت : صوّرت . وتصديق من صدّقها : اعترافه بتغيّرها وزوالها . وما مثلَّت به نفسه . ودار عافية لمن أي : عذاب اللَّه لمن فهم عنها ما اخبرت به من عظاتها وعبرها . وآذنت : أعلمت . والبلاء والسرور : بلاء الآخرة وسرورها ، اذ كان كلّ ما فى هذا العالم فهو صور ومثال لما فى عالم الغيب ، ونسخة منه يعتبر به . وغداة الندامة حين الموت .
122 - وقال عليه السّلام : إنّ للَّه ملكا ينادى فى كلّ يوم : لدوا للموت ، وابنوا للخراب ، واجمعوا للفناء . أشار الى غايات الدنيا على وفق ما علم من القضاء الالهي .
123 - وقال عليه السّلام : الدّنيا دار ممّر إلى دار مقّر ، والنّاس فيها رجلان : رجل

611

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست