نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 595
عن أمير المؤمنين ، وقال : فأشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم فى محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا يا دنيا ، إليك عنّى ، أبى تعرّضت أم إلىّ تشوّقت لا حان حينك هيهات غرّى غيرى ، لا حاجة لى فيك ، قد طلَّقتك ثلاثا لا رجعة فيها فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقيراه من قلَّة الزّاد ، وطول الطَّريق ، وبعد السّفر ، وعظيم المورد [1] . السدول جمع سدل وهو : ما أسبل على الهودج . والتّململ : التقلقل من الألم . والسليم : الملسوع . واليك من اسماء الأفعال اي : تنحّ . ولا حان حينك اي : لا قرب وقتك اي : وقت خد يعتك وغرورك اليّ . وخاطبها خطاب الزوجة المكروهة منافرا لها وهو أغرب والذ . ويسير الخطر ، قلَّة القدر ، والفصل ظاهر . 70 - ومن كلام له عليه السّلام : للسائل الشامى لمّا سأله : أكان مسيرنا إلى الشام بقضاء من اللَّه وقدر بعد كلام طويل هذا مختاره : ويحك لعلَّك ظننت قضاء لازما ، وقدرا حاتما ، ولو كان ذلك كذلك لبطل الثّواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد إنّ اللَّه سبحانه أمر عباده تخييرا ، ونهاهم تحذيرا ، وكلَّف يسيرا ، ولم يكلَّف عسيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يرسل الانبياء لعبا ، ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا ، ولا خلق السّموات والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنُّ الَّذين كفروا ، فويل للَّذين كفروا من النّار [2] . اقول : روى انّه عليه السلام قال فى جواب السؤال المذكور : والَّذى فلق الحبّة وبرئ النسمة ، ما وطئنا موطئا ولا هبطنا واديا إلَّا بقضاء وقدر . فقال السائل : عند اللَّه احتسب ، اى : ما ارى لى من الأجر شيئا . فقال مه ايها الشيخ : لقد اعظم اللَّه اجركم فى مسيركم وأنتم سائرون ومنصرفكم ، ولم تكونوا فى شيء من حالاتكم مكرهين واليها مضطرّين . فقال الشيخ : وكيف والقضاء والقدر ساقانا فقال : ويحك الفصل . والويح : كلمة