نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 590
يقصر عن عليّاتها ، وبحسب ذلك تكون قلَّة قدره . وكذلك المروّة فضيلة تتعاطى الانسان الأفعال الجميلة ، واجتناب ما تعود عليه بالنقص وان كان مباحا فلذلك لزمه الصدق ، وكانت قوّته وضعفه بحسب قوّتها وضعفها . والانفة : حميّة الأنف وثوران الغضب لما يتخيّل من مكروه يعرض استنكارا له واستنكافا من وقوعه . وظاهر كونه مبدأ للشجاعة والاقدام على الامور . والغيرة نفرة طبيعيّة تكون عن تخيّل مشاركة الغير فى أمر محبوب له ، او معتقد لوجوب حفظه ، وبحسب قوّة تلك النفرة ، وتخيّل مشاركة الغير فى أمر يحضّه محبوب له ، يكون وقوعه عن اتباع شهوته فى الامور المختصة بالغير المحبوبة لهم ، وهو معنى العفّة . 41 - وقال عليه السّلام : الظَّفر بالحزم ، والحزم بإجالة الرّأى ، والرّأى بتحصين الأسرار . أشار إلى اسباب الظفر القريب ، والمتوّسط ، والبعيد . فالحزم : ان يقدّم العمل للحوادث الممكنة قبل وقوعها بما هو أبعد من الغرور ، واقرب الى السلامة ، وهو السبب الأقرب للظفر بالمطالب . والتوسّط وهو : اجالة الرّأى وإعماله فى تحصيل الوجه الأحزم وهو : سبب أقرب للحزم . والأبعد وهو : اسرار ما يطلب وهو : سبب أقرب للرأى الصالح ، اذ قل ما يتمّ رأى ويظفر بمطلوب مع ظهور ارادته ، ووجه التشبيه ظاهر . 42 - وقال عليه السّلام : احذروا صولة الكريم إذا جاع ، واللَّئيم إذا شبع . أراد بالكريم : شريف النفس عالي الهمّة . وكنّى بجوعه : عن شدّة حاجته واستلزام ذلك لثوران حميّته ، والقاء نفسه فى غلبات الأمور كالولاية على الناس وطلب مجازاتهم ، والانتقام منهم فيما اسلفوا معه من قلَّة الالتفات اليه ، والعناية بحاله . وشبع اللَّئيم : كناية عن غناه وهو مستلزم لاستمراره على مقتضى طباعه من اللَّؤم ومؤكَّد له فيه . 43 - وقال عليه السّلام : قلوب الرّجال وحشيّة ، فمن تألَّفها أقبلت عليه . الوحشة عدم الأنس والألفة عمّا من شأنه أن يأنس به ، ويألف ، وجعلها أصلا و
590
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 590