responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 443


بمعرفة عين الامام وقصده . ويحتمل . ان يكون الشرط معرفته بالاخبار دون المشاهدة ، ويكون اطلاق اسم الهجرة على طالب الدين كأطلاقه على من ترك الحرام فى قوله عليه السلام : ( المهاجر من هاجر ما حرّم اللَّه عليه ) . وقوله : ولا يصدق الى قوله : قلبه بالحجّة : قول الامام وله مفهومان .
احدهما انّ من بلغته الأحكام من الامام فوعاها ، وفهمها ، وامكنه العمل بها لم يصدق عليه اسم المستضعف كما صدق على من ذكر اللَّه تعالى بقوله : * ( ( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والْوِلْدانِ ) ) * الآية [1] . حتى يكون معذورا فى ترك التفهّم الاخبار والعمل بها ، بل يؤاخذ على ترك العمل ويعاقب وان لم يكلف النهوض والمهاجرة اليه فى طلب الدين كما قال تعالى : * ( ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله واسِعَةً ) ) * الآية [2] . وقوله : انّ امرنا صعب مستصعب : فأمرهم شأنهم ومالهم من الكمال الخارج عن كمال غيرهم كالقدرة على ما يخرج عن وسع غيرهم ، والحديث من الأمور الغيبية كالوقائع المستقبلة لزمانه التي وقعت وفق اخباره فأن هذا الشأن صعب فى نفسه لا يقدر عليه الَّا الانبياء ، واوصياء الانبياء ، ومستصعب الفهم على الخلق معجوز عن حمل ما يلقى منه من الاشارات ، ولا يحتمله الَّا نفس عبد امتحن اللَّه قلبه للايمان فعرف كمالهم ، وكيفية صدور هذه الغرائب عنهم ولم يستنكر ذلك ويتعجّب منه ويتلقّاه بالتكذيب ، كما فعل ذلك جماعة من جهّال اصحابه بل يتلقّى ما يصدر عنهم بالإيمان به ، واولئك هم اصحاب الصدور الأمينة ، والاحلام الرّزينة . واجمع الناس على انّه لم يقل احد من الصحابة : سلونى غير على عليه السلام [3] . واراد بطرق السماء : وجوه الهداية الى معرفة منازل سكَّان السموات من الملأ الأعلى ، ومراتبهم من حضرة الربوبية وعلمه بما هناك اتمّ من علمه بطرق الأرض بمقدار اتصاله بالملأ الأعلى ، وانقطاعه عن الدنيا ، وهذا اعمّ من قول من قال اراد انّه اعلم بالدين وقوانينه منه بالدنيا وأحوالها . والفتنة : فتنة بنى اميّة . وكنى بشغر رجلها : عن خلو تلك الفتنة من مدبّر يديرها ، ويحفظ نظام الدين يومئذ . واستعار وصف الناقة المرسل خطامها فهى : تخبط فيه ، وكنى به عن وقوع تلك الفتنة على غير نظام بل يقتل



[1] سورة النساء - 98 .
[2] سورة النساء - 97
[3] الغدير 2 - 44 وج 6 - 148 ، 193 ، 194 وج 7 - 107 وج 10 - 351 .

443

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست