responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 403


واعلموا أنّ عباد اللَّه المستحفظين علمه ، يصونون مصونه ، ويفجّرون عيونه ، يتواصلون بالولاية ، ويتلاقون بالمحبّة ، ويتساقون بكأس رويّة ، ويصدرون بريّة ، لا تشوبهم الرّيبة ، ولا تسرع فيهم الغيبة ، على ذلك عقد خلقهم وأخلاقهم ، فعليه يتحابّون ، وبه يتواصلون ، فكانوا كتفاضل البذر ينتقى ، فيؤخذ منه ويلقى ، قد ميّزه التّخليص ، وهذّبه التّمحيص ، فليقبل امرؤ كرامة بقبولها ، وليحذر قارعة قبل حلولها ، ولينظر امرو فى قصير أيّامه ، وقليل مقامه ، فى منزل حتّى يستبدل به منزلا ، فليصنع لمتحوّله ، ومعارف منتقله ، فطوبى لذى قلب سليم أطاع من يهديه ، وتجنّب من يرديه وأصاب سبيل السّلامة ببصر من بصّره ، وطاعة هاد أمره ، وبادر الهدى قبل أن تغلق أبوابه ، وتقطع أسبابه ، وأستفتح التّوبة ، وأماط الحوبة . فقد أقيم على الطَّريق ، وهدى نهج السّبيل .
اقول : نسخ الخلق : نقلهم عن أصولهم بالتناسل ، واراد كلَّما اوجد فرقتين من الخلق عن اصولهما جعله فى خيرهما كما قال صلى اللَّه عليه وآله : ( انا محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب انّ اللَّه خلق الخلق فجعلنى فى خيّرهم ، ثم جعلهم فرقتين ، فجعلنى فى خيّرهم ، ثم جعلهم قبائل ، فجعلنى فى خيّرهم ، ثم جعلهم بيوتا ، فجعلنى فى خيّرهم ، فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ) . ولم يسهم فيه عاهر : اى : لم يكن للزنا فيه شرك كما قال صلى اللَّه عليه وآله : لم يزل ينقلني اللَّه تعالى من اصلاب الطاهرين الى ارحام الطاهرات .
وقوله : عصما ، اى : قوّما وادلَّة يعتصم بها ويلجأ اليها فى المعونة على الطاعة . وقوله : يقول الى قوله الافئدة : تفصيل لوجوه المعونة ، والضمير فى يقول : اللَّه ، او للعون مجازا . وقوله : على الألسنة : كما فى القرآن الكريم . وتثبيته للأفئدة ، اى : على محبته وطاعته ، تذكيره تعالى . ولطائف موعظته ووعده ووعيده فى كتابه العزيز كما قال : * ( ( الَّذِينَ آمَنُوا وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ ) * [1] ) وما فيه الكفاية هو ذلك العون . والولاية بالكسر : الاسم من الولىّ واصله القرب ، وبالفتح : مصدر واراد انّهم يتواصلون فى قربتهم من اللَّه وتجمعهم محبته . واستعار لفظ الكأس الرّوية ، والرّية الفعلة من الرّى واراد انّهم لا يعترفون الَّا عن فائدة . وقوله : على ذلك اى على ما عدّد من مكارم الاخلاق فى صفات عباد اللَّه ، ولا تشوبهم



[1] سورة الرعد - 28 .

403

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست