نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 343
المتقدّمة . والضمير فى « عليه » للغسق . وفى تعقبه للقمر . وقوله : من اقبال ليل : متعلق بتقليب . والبدئة : المبتدأة ، واشار بتشابه علمه فى الماضين والباقين ، وبما فى السماوات والأرضين : الى ازليّته وعدم تجدّده تغيره . منها : أيّها المخلوق السّوىّ ، والمنشأ المرعىّ فى ظلمات الأرحام ومضاعفات الأستار ، بدئت من سلالة من طين ، ووضعت فى قرار مكين إلى قدر معلوم ، وأجل مقسوم ، تمور فى بطن أمّك جنينا : لا تحير دعاء ، ولا تسمع نداء ، ثمّ أخرجت من مقرّك إلى دار لم تشهدها ، ولم تعرف سبل منافعها ، فمن هداك لاجترار الغذاء من ثدى أمّك وعرّفك عند الحاجة مواضع طلبك وإرادتك هيهات إنّ من يعجز عن صفات ذى الهيئة والأدوات فهو عن صفات خالقه أعجز ، ومن تناوله بحدود المخلوقين أبعد . اقول : الخطاب للإنسان . والسوىّ : مستوى الخلقة . والمرعى : المعتنى بأمره . ونبّه بكونه مخلوقا سويّا مرعيا فى اطوار خلقته وتقلَّبات حالاته الى غايته على وجود صانع حكيم لطيف خبير ، وهذا القدر من المعرفة هو الضّرورى للفطن ، وان احتاج الى تنبيه ما ، وما - وراء ذلك فامر لا تطلع العقول البشرية منه الَّا على اعتبارات ، ومقايسات له الى خلقه كما سبق بيانه . ونبّه على بعد ادراكه بقوله : هيهات ، الى قوله : والادوات اى : من يعجز عن صفات نفسه فى حال بخليقه ، والاطلاع على منافع جزئيات اعضائه مع كونها اقرب الاشياء اليه ، فهو عن وصف خالقه الذى هو ابعد الاشياء عنه مناسبة اعجز ، ومن ادراكه بالمقايسة ، والتشبيه بحدود المخلوقات وصفاتها أبعد .
343
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 343