نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 334
منها : فعند ذلك لا يبقى بيت مدر ولا وبر ، إلَّا وأدخله الظَّلمة ترحة ، وأولجوا فيه نقمة ، فيومئذ لا يبقى لكم فى السّماء عاذر ، ولا فى الأرض ناصر ، أصفيتم بالأمر غير أهله ، وأوردتموه غير مورده ، وسينتقم اللَّه ممّن ظلم : مأكلا بمأكل ، ومشربا بمشرب : من مطاعم العلقم ، ومشارب الصّبر والمقر ، ولباس شعار الخوف ، ودثار السّيف ، وإنّما هم مطايا الخطيئات ، وزوامل الآثام ، فأقسم ثمّ أقسم لتنخمنّها أميّة من بعدى كما تلفظ النّخامة ، ثمّ لا تذوقها ولا تطعم بطعمها أبدا ما كرّ الجديدان . اقول : سياق الكلام الإخبار عن حال بنى امية فى دولتهم من الظلم واستحقاقهم عند ذلك التغيير ، وكنى عنه : بعدم العاذر فى السماء ، والناصر فى الارض . والأمر امر الخلافة ، والتوبيخ والوعيد بالله لهم ، ولمن عدل بها عنه ، ومأكلا ومشربا نصب بفعل مضمر اي : يبدّلهم الله مأكلا بمأكل . واستعار لفظ العلقم والصبر والمقر وهو : المرّ لما يتجرّعونه من شدائد القتل وزوال الدولة . وافاد بعض الشارحين انّه انّما خصص الخوف بالشعار ، لأنه باطن فى القلوب ، والسيف بالدثار ، لانّه ظاهر كما انّ الشعار : ما كان يلي الحديد ، والدثار : ما كان فوقه ، واستعار لهم لفظ المطايا . والزوامل : جمع زاملة للحمل يستظهر به الانسان فى سفره باعتبار حملهم للخطايا . ووصف التنخم لزوال الخلافة عنهم ، فكأنهم قذفوها من أفواههم كالنخامة . وأمّا هنا بمعنى : المدّة . والجديدان : الليل ، والنهار . 158 - ومن خطبة له عليه السّلام ولقد أحسنت جواركم ، وأحطت بجهدى من ورائكم : وأعتقتكم من ربق الذّلّ ، وحلق الضّيم ، شكرا منّى للبرّ القليل وإطراقا عمّا أدركه البصر ، وشهده البدن من المنكر الكثير .
334
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 334