responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 332


صدق يحفظون أعمالكم وعدد أنفاسكم ، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ، ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج ، وإنّ غدا من اليوم قريب . يذهب اليوم بما فيه ، ويجيء الغدلا حقا به ، فكأنّ كلّ امرئ منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته ، ومخطَّ حفرته ، فيا له من بيت وحدة ، ومنزل وحشة ، ومفرد غربة وكأنّ الصّيحة قد أتتكم ، والسّاعة قد غشيتكم وبرزتم لفصل القضاء ، قد زاحت عنكم الأباطيل ، واضمحلَّت عنكم العلل واستحقّت بكم الحقائق ، وصدرت بكم الأمور مصادرها ، فاتّعظوا بالعبر ، واعتبروا بالغير ، وانتفعوا بالنّذر .
اقول : كون الحمد دليلا على الآية : لاختصاص الشكر بمولى النعم ، وعلى عظمته : لاختصاصه باستحقاق ذلك لذاته ، اذ هو مبدأ كلّ نعمة . والتظاهر : الترادف والتعاون .
والشول : النوق التي جفّ لبنها وارتفع ضرعها وأتى عليها من نتاجها سبعة اشهر . الواحدة شائلة على غير قياس . وانّما خص الشول لخفتها ، وكون سوقها اسرع . وشغل المرء بنفسه : تطهيرها وتزكيتها بالعلوم والكمالات ، وشغله بغيرها يستلزم إهمالها وتحيّرها فى ظلمات الجهل والهوى والارتباك : الاختلاط ، وشياطينه : قواه الخارجة عن أوامر عقله وهى : نفسه الأمارة . والمفرطون : المقصّرون فى تحصيل الكمالات النفسانية ، والتقوى : فضيلة تحت العفّة ، والفجور : رذيلة الافراط من العفّة . وحمة العقرب : إبرتها . ولفظها مستعار : للخطايا باعتبار ما فيها من الأذى . وروى حمّتها بالتشديد وهى : شدّتها . ونبّه بقوله : وبالتقوى ، الى قوله : القصوى : على كمال قوّتى النفس العلمية والعملية ، فالتّقوى : كمال العمليّة ، واليقين : كمال العلميّة ، وبهما تنال الغاية القصوى من المطالب الحقيقية . وأعز الأنفس هى : النفس المطمئنة ، ولها الثواب وعليها العقاب . ووجه تمثيلهم بالركب ظاهر ، فالانسان : هو النفس ، والمطايا هى : الأبدان والقوى النفسانية . . والطريق هى : العالم الحسّي والعقلي . والسير الَّذى ذكره قبل الموت هو : تصرّف النفس فى العالمين ، لتحصيل الكمالات المسعدة وهى : الزاد لغاية السعادة الباقية . والسير الثاني الَّذى ينتظرونه هو : الرحيل الى الآخرة ، وطرح البدن وقطع عقبات الموت . وقوله : انّه ليس ، الى قوله : مترك اى : ليس بعده أمر يرغب فيه ، لنفاسته وشرفه . والمرغب : محلّ

332

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست