responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 263


قال الراوندى رحمه اللَّه : [1] اراد بكون الزكاة فريضة : كونها سهما مقتطعا من المال وجوبا ، والَّا لما كان لتخصيصها بالفريضة من بين سائر الفرائض معنى . وخصّص صوم رمضان باستعارة لفظ الجنّة : لانّه اشد فى كسر النفس الامارة وقطع وسائل الشيطان التي هى الشهوات ، ولذلك قال النّبى صلى اللَّه عليه وآله : ( انّ الشيطان ليجرى من ابن آدم مجرى الدم فضيّقوا مجاريه بالجوع ) . فكان الصوم على الخصوص اشدّ قمعا للشيطان من سائر العبادات فكان اقوى جنّة فى دفع ما يلزم بسببه من العقاب .
ورغَّب فى الحجّ ، والعمرة ، بفضيلتين : دنيوية وهى : كونهما ينفيان الفقر ، وكان ذلك بسبب التجارة الحاصلة فى موسم الحجّ ، وقيام الاسواق بمكة حينئذ . واخرويّة وهى : كونهما يرحضان الذنب اى : يغسلانه . وكون صلة الرحم مثراة للمال يفهم له شيئان : احدهما : انّ العناية الالهية قسّمت لكل حيّ قسطا من الرزق مدّ حياته فاذا اعدّت شخصا من الناس للقيام بأمر جماعة وكفّلته بامدادهم ، وجب فى العناية افاضته ارزاقهم بحسب استعداده لذلك وهو معنى كونه مثراة للمال . الثاني ، انّ صلة الرحم من الاخلاق الحميدة التي تستمال بها طباع الخلق وتستجلب عاطفتهم فيكون سببا لامداده ومعونته من ذوى الامداد ، والمعونات : كالملوك وغيرهم فكان مثراة . وامّا كونها منسأة فى الأجل فلانّها توجب تعاطف ذوى الارحام ، ومعاضدتهم لواصلهم ، فيكون عن اذى الاعداء ابعد وذلك مظنّة طول عمره وتأخيره ، ولانّها توجب تعلَّق همّهم ببقاءه واصلهم وامداده بالدعاء الَّذى قد يكون شرطا فى بقائه ، فكانت صلتهم منساة . والمنسأة : محل النسا وهو : التأخير .
وكون صدقة السرّ تكفّر الخطيئة : لانّها ابعد عن الرياء ، واقرب الى رضى اللَّه .
وتكفيرها : سترها . وكون صدقة العلانية تدفع ميتة السوء لاستلزامها الشهرة بفعل الخيرات ، والذكر الجميل ، ومحبّة المتصدّق ، وذلك يمنع غالبا من ميتات السوء كالقتل ، والحريق ، وكل ما يكون بقصد الغير وفعله ، لكان محبته واشتهاره بفعل الجميل . والافاضة فى ذكر اللَّه : الاندفاع وكونه أحسن الحديث لقوله تعالى : * ( ( الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) ) * [2] الآية . واستعار لفظ الربيع : لما فيه من فنون العلم الَّذى هو مسارح أبصار



[1] منهاج البراعة 1 - 473
[2] سورة الزمر - 23 .

263

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست