نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 221
إسم الكتاب : اختيار مصباح السالكين ( عدد الصفحات : 686)
ثانية بالكفر على من شبّهه ، وبيّن ذلك بقياس اسند كبراه الى كتاب اللَّه ، ونصوص آياته المحكمة ، وبيّناته الانبياء وشواهد حججهم هى تلك الآيات كقوله تعالى : * ( ( قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ ) ) * [1] الآية . وامّا صغراه فلانّ الشبيه هو المثل والعديل . وقوله : واشهد ، الى قوله : مصرّفا : شهادة ثالثة هى خلاصة الاوّلتينّ بكمال الوهيته ، وتنزيهه عن التناهى فى العقول البشريّة واحاطتها به ، وتنبيهه على ما يلزم تناهيه فيها من كونه ذا كيفيّة تستثبته العقول : ويصرّفها بها الوهم والخيال . ومصرّفا أى : محكوما عليه فى ذاته فى العقول باطلا . ومنها : قدّر ما خلق فأحكم تقديره ، ودبّره فأحسن تدبيره ، ووجّهه لوجهته فلم يتعدّ حدود منزلته ، ولم يقصّردون الانتهاء إلى غايته ، ولم يستصعب إذ أمر بالمضىّ على إرادته ، وكيف وإنّما صدرت الأمور عن مشيئته المنشىء أصناف الأشياء بلا رويّة فكر آل إليها ، ولا قريحة غريزة أضمر عليها ، ولا تجربه أفادها من حوادث الدّهور ، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور ، فتمّ خلقه وأذعن لطاعته ، وأجاب الى دعوته ، ولم يعترض دونه ريث المبطئ ، ولا أناة المتلكَّىء ، فأقام من الأشياء أودها ، ونهج حدودها ، ولاءم بقدرته بين متضادّاتها ، ووصل أسباب قرائنها ، وفرّقها أجناسا مختلفات فى الحدود والأقدار والغرائز والهيئات بدايا خلائق أحكم صنعها ، وفطرها على ما أراد وابتدعها . اقول : احكام تقديره خلقه على وجه الحكمة ، وحسن تدبيره ايجاده كاملا فى منفعته ، وما خلق لاجله حسنا فى صورته ، وتوجّهه : لوجهته بعثه بحسب الحكمة والعناية الآلهية الى غايته ، وتيسيره لها ووقوفه عندها فى ابداعه لخلقه ، وقريحة الغريزة : قوّة الفكر ، واذعان خلقه دخوله فى حكم قدرته وذلّ الحاجة اليه . والريث والاناة والتلكَّى : التباطؤ وهو من لواحق الجسم ، فكان تعالى منزّها فى خالقيته عنها . والأود : الاعوجاج ، واقامتها