responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 219


يفوّضوا علم مالم يعلموا الى علمه تعالى وهو المراد : بالتفويض المشهور . وقوله : انّ الراسخين ، الى قوله : المحجوب : تفسير لمعنى الرسوخ فى العلم . والاقتحام : الدخول فى الامر بشدّة . والسدد جمع سدّة وهى : الأبواب والحجب .
واعلم انّ لحجب الغيوب طبقات كثيرة كما أشار اليه الرسول صلى اللَّه عليه وآله : ( ان للَّه سبعين الف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لا حرقت سبحات وجهه كل من ادرك بصره ) وقد نبّهنا عليها فى الاصل [1] ، وهنا لطيفة وهو انّه لما كان التكليف فى نفس الأمر انّما هو على قدر العقول وتفاوت مراتبها كما قال صلى اللَّه عليه وآله : ( بعثت لاكلَّم الناس على قدر عقولهم ) . كان كلّ عقل قوىّ على رفع حجاب من حجب الغيب ، وقصر عمّا ورائه ، واعترف به ، وبالعجز عنه ، فذلك تكليفه وهو من الراسخين فعلى هذا ليس الرسوخ مرتبة واحدة هى تقليد ظاهر للشريعة واعتقاد حقيقتها فقط بل تقليدها مرتبة اولى من مراتبه ، وما وراء ذلك من مراتب غير متناهية بحسب مراتب السّالكين وقوّتهم على رفع حجاب الانوار . وظاهر كلامه عليه السّلام ، لا ينافي ذلك اذا نزّل عليه ، فإنّ قوله : وسمّى ترك التعمّق فيما لم يكلَّفهم البحث عن كنهه : رسوخا صادقا ايضا على من قطع جملة من منازل السائرين الى اللَّه ، وعجز عمّا ورائها فوقف ذهنه عن التعمّق فيه اذ لا يكلَّف بما لا يفي به قوّته بدركه ، والمقدّر لعظمة اللَّه بقدر عقله هو المعتقد انّ عقله ادركه واحاط به علما ، ووجه الهلاك فى ذلك : الاعتقاد انّ ما يحيط به العقول البشرية محدّد ومركَّب ، فكان ممكنا فالمعتقد لذلك معتقد لغير الاله الها . وقوله : هو القادر ، الى آخره ، اشارة الى : اعتبارات اخر من صفاته تعالى ، نبّه فيها على انّ غاية استقصاء العقول وتعمّقها فى طلب تفصيل صفاته ان تقف خاسئة وترجع حسيرة .
وارتماء الأوهام : استر - سالها مجدّة فى المطالعة والتفتيش ، وعميقات غيوب ملكوته : فى اسرار عالم الغيب . واستعار لفظ العمق : باعتبار عدم وصول غائص الفكر الى منتهاها . والتولَّه : شدّة الشوق .
وردعها : خلقها قاصر عن ادراك ما تطلبه من هذه المطالب ، فردع الاوهام لقصورها عن ادراك ما ليس بمحسوس . وردع الفكر والعقول له قصورها عن ادراك حقيقة ما ليس بمحدود مركَّب . وقدّم اعتبار قدرته تعالى على الشرطيّة لانّها الأصل فى ذلك الردع . و



[1] الشرح الكبير 2 - 332 .

219

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست