responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 186


كان يتعاطى علم النجوم ، واعلم انّه يعقل من نهى الشريعة عن تعلَّم النجوم امران : احدهما ، انّ اكثر المشتغلين بها والطالبين لمعرفة احكامها يعتمدون فيما يرجون ويخافون عليها ويفزعون الى ملاحظة اوقاتها ، فينقطعون بذلك عن الالتفات الى اللَّه تعالى والفزع اليه ، وذلك عمّا يضاد مطلوب الشارع اذ كان غرضه الاوّل ليس الَّا دوام التفات الخلق اليه .
الثاني ، انّ الاخبار منها عمّا سيكون في المستقبل يشبه علم الغيب ، واكثر الخلق من العوام لا يميّزون بينهما فيكون ذلك سببا لضلال الخلق ، وضعف اعتقادهم فى المعجزات ، اذ الاخبار من الانبياء عليهم السّلام عما يكون منها ويستلزم تشكيكهم في قوله تعالى : * ( ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا الله ) ) * [1] وكان هو السبب في تحريم الكهانة والسحر ايضا ، والعقل ايضا يطابق الشرع في تكذيب المنجّم في كثير من احكامه ، فانّه قد ثبت في القواعد العقلية انّ كل كائن فاسد في هذا العالم فلا بدّله من اسباب أربعة : فاعلىّ : وغائىّ ، وقابلىّ ، وصورىّ . ثم القابلىّ مشروط في قبول كلّ حادث بشرائط فلكية وعنصريّة مما لا يتناهى ويمنع اطَّلاع العقول البشريّة عليها ، واحاطتها بها ولانّ حساب المنجّم مبنىّ على قسمة الزمان بالشهر واليوم والساعة والدّرجة واجزائها وتقسيم الحركة بإزائها ورفعة بينهما نسبة عدديّة . وكلّ ذلك امور غير حقيقيّة وانّما يوجد على سبيل التقريب ، اقصى ما في الباب انّ التفاوت بينهما لا يظهر في المدد المتقاربة لكنّه يشبه ان يظهر في المدد المتباعدة ومع تجويز التفاوت كيف يمكن الحكم كليّا او جزئيا اذا عرفت ذلك فنقول : انّه عليه السّلام الزمه فيما يدعيّه الزامات شنيعة نفّر بها عن قبول قوله : احدها قوله فمن صدّقك الى قوله : القرآن وهو : صغرى ضمير تقدير كبراه ، وكلّ من كذّب القرآن : كان كاذبا بيان تكذيبه انّ المنجّم اذا ادعىّ انّه سيقع كذا في وقت كذا كان ذلك مكذوبا لقوله : * ( ( إِنَّ الله عِنْدَه عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) ) * [2] الآية .
الثاني ، استغناء مصدّقه عن الاستعانة باللَّه ، فيما يهمّه من مخوف او مرجوّ وذلك



[1] سورة النمل - 65
[2] سورة لقمان - 34 .

186

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست