responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 171

إسم الكتاب : اختيار مصباح السالكين ( عدد الصفحات : 686)


ما يلحق ذاته المقدّسة من الصفات اعتبارات ذهنية تحدثها العقول ، عند مقايسته الى مخلوقاته ولا سبق لشيء منها على الآخر ، بالنظر الى ذاته المقدّسة والَّا لكانت كمالات قابلة للزيادة والنقصان ، وبعضها علة للبعض واشرف ، وبعضها معلول بعض وانقص بالنظر الى ذاته وذلك من لواحق الامكان هذا خلف ، وذلك سرّ قوله عليه السّلام : الَّذى لم يسبق له حال حالا : الى قوله : باطنا ، بل معنى اوليّته هو اعتبارنا كونه تعالى مبدأ لكل موجود ، وآخريته هو اعتبارنا لكونه غاية لكلّ ممكن او استحقاقه البقاء لذاته ، واستحقاق غيره له ببقائه تعالى وهذه الاعتبارات بالنظر الى ذاته تعالى على سواء .
وقوله : كل مسمّى بالوحدة غيره قليل ، يريد : انّه لا يوصف بالقلَّة وان كان واحدا وذلك أنّ الواحد يقال لمعان ، والمشهور منها هو : كون الشيء مبدأ لكثرة يكون عادّا لها ومكيالا ، وهو الَّذى تلحقه القلَّة والكثرة الاضافيتين ، فانّ كلّ واحد بهذا المعنى قليل بالنّسبة الى الكثرة الَّتى يصلح ان يكون مبدأ لها ، والمتصوّر لاكثر النّاس كونه تعالى واحدا بهذا المعنى ، فلذلك نزّهه عليه السّلام عنه بذكر لازمه وهو القليل لظهور بطلان هذا اللازم في حقه تعالى ، واستلزام بطلانه بطلان الملزوم المذكور ، وذلَّة الاعزّاء غيره لدخولهم تحت الحاجة اليه ، وضعف كلّ قوىّ غيره لدخوله تحت قهر قدرته التّامّة ، ومملوكية كلّ مالك غيره لدخوله تحت الملك المطلق الَّذى تنفذ مشيئة مالكه في جميع الموجودات باستحقاق دون غيره ، وتعلم كل عالم غيره لكون كل عالم مستفادا من فيض جوده ، وهو العالم المطلق الَّذى لا يعزب عن علمه مثقال ذرّة في السماوات ولا فى الارض ، وعجز غيره عن بعض الاشياء يشهد بكمال قدرته ، وانّها مبدأ قدرة كل قادر .
وكونه تعالى سميعا يعود الى علمه تعالى بالمسموعات لتنزّهه عن الآلة التي من شأنها أن تصم ، لانّ ادراكها للصوت على قرب وبعد ، وحدمّن القوّة والضعف مخصوص فانّه ان كان الصوت ضعيفا جدّا او بعيدا جدّا لم يصل الى الصماخ فلم تدركه القوّة السامعة ، فلذلك كانت تصمه عن لطيف الاصوات ، ويذهب عن السامع ما بعد منها وان كان في غاية من القوّة والقرب ، فربما اشتدّ قرعه للصماخ فتفرق اتصال الروح الحامل لقوة السمع عنه ، بحيث يبطل استعدادها لتأدية الصوت ويحدث الصمم فلذلك قال : ويصمه كبيرها .
وبحسب تنزّهه تعالى عن هذه الآلة لم يعزب عنه ما خفى من الاصوات ولم يذهب عليه

171

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست