responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 80

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


فهذه عشر خصال من أمهات الفواحش الباطنة ، سوى ما يتفق لغير المتماسكين منهم :
من الخصام المؤدى إلى الضرب واللكم واللطم ، وتمزيق الثياب ، والأخذ باللحى ، وسب الوالدين وشتم الأستاذين . والقذف الصريح ، فان أولئك ليسوا معدودين في زمرة الناس المعتبرين ، وإنما الأكابر والعقلاء منهم هم الذين لا ينفكون عن هذه الخصال العشر . نعم قد يسلم بعضهم من بعضها ، مع من هو ظاهر الانحطاط عنه ، أو ظاهر الارتفاع عليه ، أو هو بعيد عن بلده وأسباب معيشته ، ولا ينفك أحد منهم عنه مع أشكاله المقارنين له في الدرجة ثم يتشعب من كل واحدة من هذه الخصال العشر عشر أخرى من الرذائل ، لم نطوّل بذكرها وتفصيل آحادها : مثل الأنفة ، والغضب ، والبغضاء ، والطمع ، وحب طلب المال والجاه ، للتمكن من الغلبة . والمباهاة ، والأشر ، والبطر ، وتعظيم الأغنياء والسلاطين ، والتردد إليهم . والأخذ من حرامهم ، والتجمل بالخيول والمراكب والثياب المحظورة . والاستحقار للناس بالفخر والخيلاء ، والخوض فيما لا يعنى ، وكثرة الكلام ، وخروج الخشية والخوف والرحمة من القلب ، واستيلاء الغفلة عليه حتى لا يدرى المصلى منهم في صلاته ما صلى ، وما الذي يقرأ ومن الذي يناجيه ، ولا يحس بالخشوع من قلبه مع استغراق العمر في العلوم التي تعين في المناظرة مع أنها لا تنفع في الآخرة : من تحسين العبارة . وتسجيع اللفظ ، وحفظ النوادر ، إلى غير ذلك من أمور لا تحصى . والمناظرون يتفاوتون فيها على حسب درجاتهم ، ولهم درجات شتى ، ولا ينفك أعظمهم دينا وأكثرهم عقلا عن جمل من مواد هذه الأخلاق ، وإنما غايته إخفاؤها ومجاهدة النفس بها .
او اعلم أن هذه الرذائل لازمة للمشتغل بالتذكير والوعظ أيضا إذا كان قصده طلب القبول وإقامة الجاه ونيل الثروة والعزة . وهي لازمة أيضا للمشتغل بعلم المذهب والفتاوى إذا كان قصده طلب القضاء وولاية الأوقاف والتقدم على الأقران وبالجملة هي لازمة لكل من يطلب بالعلم غير ثواب الله تعالى في الآخرة . فالعلم لا يهمل العالم بل يهلكه هلاك الأبد ، أو يحييه حياة الأبد . ولذلك قال صلَّى الله عليه وسلم : « أشد النّاس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه » فلقد ضره مع أنه لم ينفعه ، وليته نجا منه رأسا برأس ، وهيهات هيهات ! فخطر العلم عظيم ، وطالبه طالب الملك المؤيد والنعيم السرمد ، فلا

80

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست