responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 20

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


وقال بعضهم . العلماء سرج الازمنة ، كل واحد مصباح زمانه يستضيء به أهل عصره .
وقال الحسن رحمه الله : لو لا العلماء لصار الناس مثل البهائم . أي أنهم بالتعليم يخرجون الناس من حدّ البهيمية إلى حدّ الإنسانية . وقال عكرمة : إن لهذا العلم ثمنا . قيل : وما هو ؟ قال :
أن تضعه فيمن يحسن حمله ولا يضيعه . وقال يحيى بن معاذ : العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم ، قيل : وكيف ذلك ؟ قال : لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة .
وقيل : أول العلم الصمت ، ثم الاستماع ، ثم الحفظ ، ثم العمل ، ثم نشره . وقيل : علَّم علمك من يجهل ، وتعلَّم ممن يعلم ما تجهل ، فإنك إذا فعلت ذلك علمت ما جهلت ، وحفظت ما علمت .
وقال معاذ بن جبل في التعليم والتعلم ورأيته أيضا مرفوعا : [ 1 ] تعلَّموا العلم فان تعلَّمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على الدّين ، والمصبر على السراء والضراء ، والوزير عند الإخلاء ، والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة سادة هداة يقتدى بهم ، أدلة في الخير تقتصّ آثارهم وترمق أفعالهم ، وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم ، وكل رطب ويابس لهم يستغفر حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ، والسماء ونجومها ، لأن العلم حياة القلوب من العمى ، ونور الأبصار من الظلم ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى ، والتفكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الله عز وجلّ ، وبه يعبد ، وبه يوحد ، وبه يمجد ، وبه يتورّع . وبه توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال والحرام ، وهو إمام والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء .
نسأل الله تعالى حسن التوفيق

20

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست