responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 100

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


أربعة : رجل يدرى ويدرى أنه يدرى ، فذلك عالم فاتبعوه ، ورجل يدرى ولا يدرى أنه يدرى ، فذلك نائم فأيقظوه ، ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى ، فذلك مستر شد فأرشدوه ، ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى ، فذلك جاهل فارفضوه . وقال سفيان الثوري رحمه الله : يهتف العلم بالعمل فان أجابه وإلا ارتحل . وقال ابن المبارك : لا يزال المرء عالما ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل . وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : إنى لأرحم ثلاثة : عزيز قوم ذل ، وغنى قوم افتقر ، وعالما تلعب به الدنيا . وقال الحسن : عقوبة العلماء موت القلب ، وموت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة . وأنشدوا :
< شعر > عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ومن يشترى دنياه بالدين أعجب وأعجب من هذين من باع دينه بدنيا سواه فهو من ذين أعجب < / شعر > وقال صلَّى الله عليه وسلم : [ 1 ] « إنّ العالم ليعذّب عذابا يطيف به أهل النّار استعظاما لشدّة عذابه » أراد به العالم الفاجر .
وقال أسامة بن زيد : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول [ 2 ] : « يؤتى بالعالم يوم القيامة فيلقى في النّار فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار بالرّحى فيطيف به أهل النّار فيقولون ما لك ؟ فيقول : كنت آمر بالخير ولا آتيه ، وأنهى عن الشّرّ وآتيه » .
وإنما يضاعف عذاب العالم في معصيته لأنه عصى عن علم . ولذلك قال الله عز وجل : * ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ في الدَّرْكِ الأَسْفَلِ من النَّارِ ) * لأنهم جحدوا بعد العلم ، وجعل اليهود شرا من النصارى مع أنهم ما جعلوا لله سبحانه ولدا ولا قالوا إنه ثالث ثلاثة ، إلا أنهم أنكروا بعد المعرفة ، إذ قال الله : * ( يَعْرِفُونَه كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ) * وقال تعالى : * ( فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا به ، فَلَعْنَةُ الله عَلَى الْكافِرِينَ ) * . وقال تعالى في قصة بلعام بن باعوراء :
* ( واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناه آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَه الشَّيْطانُ فَكانَ من الْغاوِينَ ) *

100

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست