responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 25


والذي ينبغي أن يقطع به المحصل ولا يستريب فيه ما سنذكره ، وهو : أن العلم كما قدّمناه في خطبة الكتاب ينقسم إلي علم معاملة وعلم مكاشفة ، وليس المراد بهذا العلم إلا علم المعاملة والمعاملة التي كلف العبد العاقل البالغ العمل بها ثلاثة : اعتقاد ، وفعل ، وترك . فإذا بلغ الرجل العاقل بالاحتلام أو السن ضحوة نهار مثلا ، فأول واجب عليه تعلَّم كلمتي الشهادة وفهم معناهما ، وهو قول : لا إله إلا الله محمد رسول الله . وليس يجب عليه أن يحصّل كشف ذلك لنفسه بالنظر والبحث وتحرير الأدلَّة ، بل يكفيه أن يصدق به ويعتقده جزما من غير اختلاج ريب واضطراب نفس ، وذلك قد يحصل بمجرد التقليد والسماع من غير بحث ولا برهان ، إذ اكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ 1 ] من أجلاف العرب بالتصديق والإقرار من غير تعلم دليل ، فإذا فعل ذلك فقد أدّى واجب الوقت ، وكان العلم الذي هو فرض عين عليه في الوقت تعلم الكلمتين وفهمهما ، وليس يلزمه أمر وراء هذا في الوقت ، بدليل أنه لو مات عقيب ذلك مات مطيعا لله عز وجلّ غير عاص له وإنما يجب غير ذلك بعوارض تعرض ، وليس ذلك ضروريا في حق كل شخص ، بل يتصوّر الانفكاك عنها ، وتلك العوارض إما أن تكون في الفعل ، وإما في الترك ، وإما في الاعتقاد .
أما الفعل فبأن يعيش من ضحوة نهاره إلى وقت الظهر ، فيتجدد عليه بدخول وقت الظهر تعلم الطهارة والصلاة ، فان كان صحيحا وكان بحيث لو صبر إلى وقت زوال الشمس لم يتمكن من تمام التعلم والعمل في الوقت بل يخرج الوقت لو اشتغل بالتعلم ، فلا يبعد أن يقال الظاهر بقاؤه ، فيجب عليه تقديم التعلم على الوقت ، ويحتمل أن يقال وجوب العلم الذي هو شرط العمل بعد وجوب العمل ، فلا يجب قبل الزوال ، وهكذا في بقية الصلوات .
فان عاش إلى رمضان تجدد بسببه وجوب تعلم الصوم ، وهو يعلم أن وقته من الصبح إلى

25

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست