responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 190

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


السين المتأخر عن الباء قديما ، فنزه عن الالتفات إليه قلبك ، فلله سبحانه سر في إبعاد بعض العباد ، ومن يضلل الله فما له من هاد ، ومن استبعد أن يسمع موسى عليه السلام في الدنيا كلاما ليس بصوت ولا حرف فليستنكر أن يرى في الآخرة موجودا ليس بجسم ولا لون وإن عقل أن يرى ما ليس بلون ولا جسم ولا قدر ولا كمية وهو إلى الآن لم ير غيره ، فليعقل في حاسة السمع ما عقله في حاسة البصر . وإن عقل أن يكون له علم واحد هو علم بجميع الموجودات ، فليعقل صفة واحدة للذات هو كلام بجميع ما دل عليه بالعبارات . وإن عقل كون السموات السبع وكون الجنة والنار مكتوبة في ورقة صغيرة ومحفوظة في مقدار ذرة من القلب وأن كل ذلك مرئى في مقدار عدسة من الحدقة من غير أن تحل ذات السموات والأرض والجنة والنار في الحدقة والقلب والورقة ، فليعقل كون الكلام مقروءا بالألسنة ، محفوظا في القلوب ، مكتوبا في المصاحف ، من غير حلول ذات الكلام فيها ، إذ لو حلت بكتاب الله ذات الكلام في الورق لحل ذات الله تعالى بكتابة اسمه في الورق ، وحلت ذات النار بكتابة اسمها في الورق ، ولاحترق الأصل السابع أن الكلام القائم بنفسه قديم ، وكذا جميع صفاته ، إذ يستحيل أن يكون محلا للحوادث داخلا تحت التغير بل يجب للصفات من نعوت القدم ما يجب للذات فلا تعتريه التغيرات ولا تحله الحادثات بل لم يزل في قدمه موصوفا بمحامد الصفات ، ولا يزال في أبده كذلك منزها عن تغير الحالات ، لأن ما كان محل الحوادث لا يخلو عنها ، وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث ، وإنما ثبت نعت الحدوث للأجسام من حيث تعرضها للتغير وتقلب الأوصاف ، فكيف يكون خالقها مشاركا لها في قبول التغير ، وينبنى على هذا أن كلامه قديم قائم بذاته ، وإنما الحادث هي الأصوات الدالة عليه . وكما عقل قيام طلب التعلم وإرادته بذات الوالد للولد قبل أن يخلق ولده ، حتى إذا خلق ولده وعقل وخلق الله له علما متعلقا بما في قلب أبيه من الطلب ، صار مأمورا بذلك الطلب الذي قام بذات أبيه ودام وجوده إلى وقت معرفة ولده له ، فليعقل قيام الطلب الذي دل عليه قوله عز وجل : * ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) * بذات الله ، ومصير موسى عليه السلام مخاطبا به بعد وجوده ، إذ خلقت له معرفة بذلك الطلب ، وسمع لذلك الكلام القديم

190

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست