responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 180

إسم الكتاب : إحياء علوم الدين ( عدد الصفحات : 192)


ومن ترقيهم إلى هذا الحد زاد الفلاسفة فأولوا كل ما ورد في الآخرة ، وردوه إلى آلام عقلية وروحانية ، ولذات عقلية ، وأنكروا حشر الأجساد ، وقالوا ببقاء النفوس ، وأنها تكون إما معذبة وإما منعمة بعذاب ونعيم لا يدرك بالحس . وهؤلاء هم المسرفون وحد الاقتصاد بين هذا الانحلال كله وبين جمود الحنابلة دقيق غامض لا يطلع عليه إلا الموفقون الذين يدركون الأمور بنور إلهي لا بالسماع . ثم إذا انكشفت لهم أسرار الأمور على ما هي عليه نظروا إلى السمع والألفاظ الواردة : فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين قرروه ، وما خالف أولوه . فأما من يأخذ معرفة هذه الأمور من السمع المجرد ، فلا يستقر له فيها قدم ، ولا يتعين له موقف ، والأليق بالمقتصر على السمع المجرد مقام أحمد بن حنبل رحمه الله والآن فكشف الغطاء عن حد الاقتصاد في هذه الأمور داخل في علم المكاشفة ، والقول فيه يطول ، فلا نخوض فيه . والعرض بيان موافقة الباطن الظاهر وأنه غير مخالف له .
فقد انكشفت بهذه الأقسام الخمسة أمور كثيرة وإذا رأينا أن نقتصر بكافة العوام على ترجمة العقيدة التي حررناها ، وأنهم لا يكلفون غير ذلك في الدرجة الأولى إلا إذا كان خوف تشويش لشيوع البدعة فيرقى في الدرجة الثانية إلى عقيدة فيها لوامع من الأدلة مختصرة من غير تعمق ، فلنورد في هذا الكتاب تلك اللوامع ، ولنقتصر فيها على ما حررناه لأهل القدس ، وسميناه الرسالة القدسية في قواعد العقائد ، وهي مودعة في هذا الفصل الثالث من هذا الكتاب الفصل الثالث من كتاب قواعد العقائد في لوامع الأدلة للعقيدة التي ترجمناها بالقدس فنقول :
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الذي ميز عصابة السنة بأنوار اليقين ، وآثر رهط الحق بالهداية إلى دعائم الدين ، وجنّبهم زيغ الزائغين وضلال الملحدين ، ووفقهم للاقتداء بسيد المرسلين ، وسدّدهم للتأسى بصحبه الأكرمين ، ويسر لهم اقتفاء آثار السلف الصالحين حتى اعتصموا من مقتضيات العقول بالحبل المتين ، ومن سير الأولين وعقائدهم بالمنهج المبين ، فجمعوا

180

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست