responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب الجليل نویسنده : الحطاب الرعيني    جلد : 1  صفحه : 47


للمدونة ) ش : اعلم أن أصل المدونة سماع قاضى القيروان أسد بن الفرات عن عبد الرحمن ابن القاسم وهما معا من أصحاب مالك ، وهو أول من عملها ورواها عنه وسأله عنها على أسئلة أهل العراق ، وأجابه ابن القاسم بنص قول مالك مما سمع منه أو بلغه أو قاسه على قوله وأصله ، فحملت عنه بالقيروان وكانت تسمى الأسدية وكتاب أسد ومسائل ابن القاسم وكتبها عنه سحنون كذا قال في التنبيهات . وقال في المدارك : منعها أسد من سحنون فتلطف به سحنون حتى وصلت إليه فرحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم فسمعها منه و أصلح فيها أشياء كثيرة رجع ابن القاسم عنها وجاء بها إلى القيروان ، وهي في التأليف على ما كان عليه كتاب أسد مختلطة الأبواب غير مرتبة المسائل ولا مرسومة التراجم . وكتب ابن القاسم إلى أسد أن يعرض كتابه عليها ويصلحه منها فأنف من ذلك فيقال : إن ابن القاسم دعا أن لا يبارك فيها فهي مرفوضة إلى اليوم . ثم إن سحنون نظر فيها نظرا آخر وبوبها وطرح منها مسائل وأضاف الشكل إلى شكله وهذبها ورتبها ترتيب التصانيف ، واحتج لمسائلها بالآثار من من روايته من موطأ ابن وهب وغيره ، وألحق فيها من خلاف كبار أصحاب مالك ما اختاره ، فعل ذلك بكتب منها وبيعت منها كتب على حالها مختلطة مات قبل أن ينظر فيها ، فلأجل ذلك تسمى المدونة والمختلطة وهي التي تسمى بالأم . ثم إن الناس اختصروها فاختصرها ابن أبي زيد وابن أبي زمنين وغيرهم ، ثم أبو سعيد البراذعي ويسمى اختصاره بالتهذيب ، واشتغل الناس به حتى صار كثير من الناس يطلقون المدونة عليه ، واختصر ابن عطاء الله تهذيب البراذعي . والمدونة أشرف ما ألف في الفقه من الدواوين وهي أصل المذهب وعمدته ، وذكر القاضي عياض في المدارك في ترجمة أسد بن الفرات عن سحنون أنه كان يقول : عليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح وروايته أفرغ الرجال فيها عقولهم وشرحوها وبينوها ، وكان يقول : ما اعتكف رجل على المدونة ودراستها إلا عرف ذلك في ورعه وزهده ، وما عداها أحد إلى غيرها إلا عرف ذلك فيه ، وكان يقول : إنما المدونة من العلم بمنزلة أم القرآن من القرآن تجزئ في الصلاة عن غيرها ولا يجزئ غيرها عنها ، كذا نقل عن سحنون في ترجمة أسد بن الفرات ، ونقله في شرحه لا بن الحاجب والمصنف في التوضيح وكثير من أهل المذهب عن ابن رشد . ونقل أبو الحسن عن ابن يونس قال : يروى ما بعد كتاب الله أصح من موطأ مالك وبعده مدونة سحنون انتهى . وذلك أنه تداولها أفكار أربعة من المجتهدين : مالك وابن القاسم وأسد وسحنون . وقول المصنف ب‌ " فيها " يريد بلفظه أحد جزأيها ضمير مؤنث غائب ، إما ملفوظ به نحو " منها " و " مظهرها " أو مستترا نحو " رويت " و " حملت " و " قيدت " ، وأعاد عليها ضمير الغائب وإن لم يتقدم لها ذكر لشهرتها عند أهل المذهب . واعلم أنه رحمه الله تارة يشير إلى الأم وتارة إلى التهذيب . قال البساطي : والظاهر أنه كان عنده أجزاء من الأم دون الكل ، ثم إنه رحمه الله إنما يأتي بها غالبا لكون ما فيها مخالفا لما رجحه ولإشكال ما فيها .

47

نام کتاب : مواهب الجليل نویسنده : الحطاب الرعيني    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست