responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنوير الحوالك نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 233


الآخر والخلفاء هلم جرا قال الشيخ جمال الدين بن هشام هذا كلام مستعمل في العرف كثيرا وذكره الجوهري في صحاحه فقال تقول كان ذلك عام كذا وهلم جرا إلى اليوم وفي العباب للصغاني مثله وقال بن الأنباري في كتاب الزاهر معنى هلم جرا سيروا على هيئتكم أي تثبتوا في سيركم ولا تجهدوا أنفسكم قال وهو مأخوذ من الجر وهو أن تنزل الإبل والغنم ترعى في السير قال وفي انتصاب جرا ثلاثة أوجه أحدها أن يكون مصدرا وضع موضع الحال والتقدير هلم جارين أي متثبتين الثاني أن يكون على المصدر لأن في هلم معنى جر فكأنه قيل جروا جرا وقال بعض النحويين جرا نصب على التمييز وقال أبو حيان في الارتشاف وهلم جرا معناه تعال على هيئتك وانتصاب جرا على أنه مصدر في موضع الحال أي جارين قاله البصريون وقال الكوفيون مصدر لأن معنى هلم جر وقيل انتصب على التمييز وأول من قاله عابد بن زيد قال فإن جاوزت مغفرة رمت بي إلى أخرى كتلك هلم جرا قال بن هشام وبعد فعندي توقف في كون هذا التركيب عربيا محضا والذي رابني منه أمور الأول أن إجماع النحويين واللغويين منعقد على أن لهلم معنيين أحدهما تعال فتكون قاصرة كقوله تعالى هلم إلينا أي تعالوا إلينا والآخر أحضر فتكون متعدية كقوله تعالى هلم شهداءكم أي أحضروهم ولا مساغ لاحد المعنيين هنا الثاني أن إجماعهم منعقد على أن فيها لغتين حجازية وهي التزام استتارها ضميرها فتكون اسم فعل وتميمية وهي أن يتصل بها ضمائر الرفع البارزة فتكون فعلا ولا نعرف لها موضعا أجمعوا فيه على التزام كونها سام فعل ولم يق أحد أنه سمع هلما جرا ولا هلموا جرا ولا هلمي جرا الثالث أن تخالف الجملتين المتعاطفتين بالطلب والخبر ممتنع أو ضعيف وهو لازم هنا إذا قلت كان ذلك عام أول وهلم جرا الرابع أن أئمة اللغة المعتمد عليهم لم يتعرضوا لهذا التركيب حتى صاحب المحكم مع كثرة استيعابه وتتبعه وإنما ذكره صاحب الصحاح وقد قال أبو عمرو بن الصلاح في شرح مشكلات الوسيط أنه لا يقبل ما تفرد به وكان ذلك على ما ذكره في أول كتابه من أنه ينقل عن العرب الذين سمع منهم فإن زمانه كانت اللغة فيه قد فسدت واما صاحب العباب فإنه قلد صاحب الصحاح فنسخ كلامه وأما بن الأنباري فليس كتابه موضوعا لتفسير الألفاظ المسموعة من العرب بل وضعه للكلام على ما يجري في محاورات الناس وقد يكون تفسيره على تقدير أن يكون عربيا فإنه لم يصرح بأنه عربي ولذلك لا أعلم أحدا من النحاة تكلم عليها غيره ولخص أبو حيان أشياء من كلامه فوهم فيه لأنه ذكر أن الكوفيين قالوا إن جرا مصدر والبصريين قالوا إنه حال وهذا يقتضي أن الفريقين تكلموا في إعراب ذلك وليس كذلك وإنما قال بن الأنباري ان قياس إعرابه على قواعد البصريين أن يقال إنه حال وعلى قواعد الكوفيين أن يقال إنه مصدر هذا معنى كلامه وهذا هو الذي فهمه أبو القاسم الزجاجي ورد عليه فقال البصريون لا يوجبون في نحو ركضا من قولك جاء زيد ركضا أن يكون مفعولا مطلقا بل يجيزون أن يكون التقدير جاء

233

نام کتاب : تنوير الحوالك نویسنده : جلال الدين السيوطي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست