نام کتاب : فتح الوهاب نویسنده : زكريا الأنصاري جلد : 1 صفحه : 5
كثرة فلا نطيل بذكرها ، إذ هي أشهر من الشمس . وقصد بالفتاوى ، وزاحم كثيرا من شيوخه فيها . ورويته أحسن من بديهته ، وكتابته أمتن من عبارته ، وعدم مسارعته إلى الفتاوى يعد من حسناته . وله الباع الطويل في كل فن ، خصوصا التصوف . وولي تدريس عدة مدارس إلى منصب قضاء القضاة بعد امتناع كثرة ، وذلك في رجب سنة ست وثمانين ، واستمر قاضيا مدة ولاية الأشرف قايتباي ، ثم بعد ذلك ، إلى أن كف بصره فعزل بالعمر . ولم يزل ملازم التدريس والافتاء والتصنيف وانتفع به خلائق لا يحصون منهم ابن حجر الهيتمي ، وقال في معجم مشايخه : وقدمت شيخنا زكريا لأنه أجل من وقع عليه بصري من العلماء العاملين والأئمة الوارثين ، وأعلى من عنه رويت ودريت من الفقهاء الحكماء المهندسين ، فهو عمدة العلماء الأعلام وحجة الله على الأنام ، حامل لواء المذهب الشافعي على كاهله ومحرر مشكلاته وكاشف عويصاته في بكره وأصائله ، ملحق الأحفاد بالأجداد ، المتفرد في زمنه بعلو الاسناد ، كيف ولم يوجد في عصره إلا من أخذ عنه مشافهة أو بواسطة أو بوسائط متعددة ، بل وقع لبعضهم أنه أخذ عنه مشافهة تارة وعن غيره ممن بينه نحو سبع وسائط تارة أخرى ، وهذا لا نظير له في أحد أهل عصره ، فنعم هذا التمييز الذي هو عند الأئمة أولى به وأحرى ، لأنه حاز به سعة التلامذة والاتباع وكثرة الآخذين عنه ودوام الانتفاع . انتهى . وتوفي رحمه الله تعالى يوم الجمعة رابع ذي الحجة بالقاهرة ، ودفن بالقرافة بالقرب من الإمام الشافعي رضي الله عنه . وجزم في الكواكب بوفاته في السنة التي بعدها ، قال : ( عاش مائة وثلاث سنين ) انتهى .
5
نام کتاب : فتح الوهاب نویسنده : زكريا الأنصاري جلد : 1 صفحه : 5