responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 8


اسم الله مذكورا في أول الأشياء . وهذا يدلك على أن معنى الإلصاق في الباء أحسن من معنى الاستعانة كما قاله الزمخشري . ولو قلت بدأت بالله كان المعنى على الاستعانة دون الإلصاق . فافهم هذا المعنى فقد تكلم الناس في ذلك بما لا أرتضيه . و الرحمن الرحيم قيل دلالتهما واحدة . وقيل الرحمن أبلغ والصحيح أن مبالغة رحمن من حيث الاعتلاء والغلبة كغضبان . ولذلك لا يتعدى . ومبالغة رحيم من حيث التكرار والوقوع بمحال الرحمة . ولذلك تتعدى . قالت العرب حفيظ علمك وقيل مرفوعا الرحمن رحمن الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة وقيل رحمن الدنيا ورحيم الآخرة . وقيل رحمن الآخرة ورحيم الدنيا . وفي صرف الرحمن قولان يسند أحدهما إلى أصل عام وهو أن أصل الاسم الصرف والآخر إلى أصل خاص وهو أن أصل فعلان المنع لغلبته فيه وقال الزمخشري في تعليله لما لم يكن له مؤنث على فعلى ولا على فعلانة وجب الرجوع إلى الأصل وهو القياس على نظائره نحو عريان وسكران . ووصف الله تعالى بالرحمة مجاز عن إنعامه . فيكون صفة فعل وقيل إرادة الخير لمن أراد الله تعالى به ذلك فيكون صفة ذات . وإنما قدم الرحمن على الرحيم ولم يسلك طريق الترقي لأن الرحمن تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها فأردفه الرحيم كالتتمة والرديف ليتناول ما دق منها ولطف وهذا تنبيه على وجه آخر من المغايرة بين مدلول الرحمن والرحيم والرحيم فعيل بمعنى فاعل وفي إعراب الرحمن الرحيم خلاف فالجمهور على أنه صفة لأنه يراد به البيان وأن كان يجري مجرى الأعلام . وقال الأعلم بدل ورد بأن الاسم الأول لا يحتاج إلى تبيين . الحمد الثناء على الجميل من صفة أو نعمة باللسان وحده ونقيضه الذم . والشكر الثناء على النعمة وآلته اللسان أو العمل فبينهما عموم وخصوص من وجه فيكون الحمد بدون الشكر في الثناء على الصفات التي في المحمود ويكون الشكر بدون الحمد في الثناء على النعمة الصادرة منه بالعمل ويجتمعان فيما إذا أثنى على المنعم باللسان وقيل هما بمعنى واحد . وقيل الحمد أعم . وهما ضعيفان وقولنا على الجميل وعلى

8

نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست