responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 13


أو أشياء والثاني معنى منضم إليه يفصله عن غيره كضرب زيد فإنه أخص من مطلق الضرب فإذا قلت ضربت زيدا أخبرت بضرب عام وقع منك على شخص فصار ذلك الضرب المخبر به خاصا لما انضم إليه منك ومن زيد . وهذه المعاني الثلاثة أعني مطلق الضرب وكونه واقعا منك وكونه واقعا على زيد قد يكون قصد المتكلم بها ثلاثتها على السواء وقد يترجح قصده لبعضها على بعض ويعرف ذلك بما ابتدأ به كلامه فإن الابتداء بالشيء يدل على الاهتمام به وأنه هو الأرجح في غرض المتكلم فإذا قلت زيدا ضرب علم أن خصوص الضرب على زيد هو المقصود ولا شك أن كل مركب من خاص وعام له جهتان فقد يقصد من جهة عمومه وقد يقصد من جهة خصوصه فقصده من جهة خصوصه هو الاختصاص وإنه هو الأعم الأهم عند المتكلم . وهو الذي أفاد به السامع من غير تعرض ولا قصد لغيره بإثبات ولا نفي وأما الحصر فمعناه نفي غير المذكور وإثبات المذكور ويعبر عنه بما وإلا أو بإنماء فإذا قلت ما ضربت إلا زيدا كنت نفيت الضرب عن غير زيد وأثبته لزيد وهذا المعنى زائد على الاختصاص وإنما جاء هذا في إياك نعبد وإياك نستعين للعلم بأنه لا يعبد غير الله ولا يستعان غيره ألا ترى أن بقية الآيات لم يطرد فيها ذلك فإن قوله أفغير دين الله يبغون في معنى ما يبغون إلا غير دين الله وهمزة الإنكار داخلة عليه فلزم أن يكون المنكر الحصر لا مجرد بغيهم غير دين الله ولا شك أن مجرد بغيهم غير دين الله منكر وكذلك بقية الآيات إذا تأملتها ألا ترى أن أفغير الله تأمروني أعبد وقع الإنكار فيه على عبادة غير الله من غير حصر وأن أبغي ربا غيره منكر من غير حصر ولكن الخصوص وهو غير الله هو المنكر وحده ومع غيره وكذلك إياكم كانوا يعبدون عبادتهم إياهم منكرة من غير حصر وكذلك قوله آلهة دون الله تريدون المنكر إرادتهم آلهة دون الله من غير حصر فمن هذا كله يعلم أن الحصر في إياك نعبد وإياك نستعين من خصوص المادة لا من موضوع اللفظ بل أقول إن المصلي قد يكون مقبلا على الله وحده لا يعرض له استحضار غيره بوجه من الوجوه . وغيره أحقر في عينه من أن يقصد في ذلك بنفي عبادته وإنما قصد الأخبار بعباده الله وأول ما حضر في ذهنه عظمه من هو واقف بين يديه فقال إياك نعبد ليطابق اللفظ المعنى ويتقدم ما تقدم حضوره في القلب وهو الرب سبحانه وتعالى ثم بني عليه ما أخبر به من عبادة وكمعنى اختصاصه بالعبادة اختصاصه بالأخبار بعبادته وغيره

13

نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست