responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 38


قال الحواريون نحن أنصار الله قيل السؤال بمن عن التصور والجواب بالتصديق قلت من وإن كان سؤالا عن التصور فالسائل بها تارة يجزم بحصول منهم ولكن يسأل عن تعينه فقوله من أنصاري محمول على ذلك قاله عيسى عليه السلام راجيا من الله تعالى إقامة ناصر له سائلا عن عينه فهو سؤال عن التصديق والتصور ولكن أخرجه مخرج التصور ثقة بالله وأدبا مع الله ومع السامعين فكان الأكمل في حقه السؤال عن التصور وجعل السؤال عن التصديق مطلوبا فيه والحواريون تفطنوا لذلك فأجابوا بالتصديق ليحصلوا المقصودين معا فكأنهم قالوا هنا من ينصرك هم نحن وقالوا أنصار الله لأن نصرته نصرة الله بمعنى نصرة دينه وليبينوا أن نصرتهم لله لا يشوبها غيرها من حظوظ البشرية وإنما فسروا الإحساس بالعلم لأن الكفر يعلم ولا يحس على أنه قد يكون بأقوال تسمع وأعمال تبصر تكون سببا للكفر أو دليلا عليه فيصح إطلاق الإحساس عليها حقيقة ولكن الظاهر في الآية الأول وفي قوله تعالى هل تحس منهم من أحد الظاهر أن المراد الإبصار حقيقة . ولهذا قال أو تسمع لهم ركزا انتهى ( التعظيم والمنة في لتؤمنن به ولتنصرنه ) قال رضي الله عنه الحمد لله الذي عظم نبيه ومن علينا به وهدانا إلى كل خير إذ وصل سببنا بسببه وبعد فقد حصل البحث في تفسير قوله تعالى وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه وقول المفسرين هنا أن الرسول هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه ما من نبي إلا أخذ الله عليه الميثاق أنه إن بعث محمد في زمانه لتؤمنن به ولتنصرنه ويوصي أمته بذلك وفي ذلك من التنويه بالنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم قدره العلي ما لا يخفى وفيه مع ذلك أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلا إليهم فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق من زمن آدم إلى يوم القيامة ويكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته ويكون قوله بعثت إلى الناس كافة لا يختص به الناس من زمانه إلى يوم القيامة بل يتناول من قبلهم أيضا ويتبين بذلك معنى قوله صلى الله عليه وسلم كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد وإن من فسره بعلم الله بأنه سيصير نبيا لم يصل إلى هذا المعنى لأن علم الله محيط بجميع الأشياء ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة

38

نام کتاب : فتاوى السبكي نویسنده : السبكي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست