نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 4
علم فهو محجوب ومن لم يخلص العمل فهو مغبون ومن لم يلازم الخوف فهو مغرور كما هو معلوم ومشهور . فأما فضائل العلم وأهله فأكثر من أن تحصى وأعظم من أن تستقصى من الآيات والأحاديث النبوية ولنتبرك بذكر شئ منها . فأما الكتاب . قال الله تعالى : * ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) * ( 1 ) وقال تعالى : * ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) * ( 2 ) وقال تعالى : * ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ) * ( 3 ) بدأ الله سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بالعلماء دون سائر خلقه فيكون من عداهم دونهم وهو المطلوب . وقال تعالى : * ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) * ( 4 ) وعادة العرب في سياق الامتنان تأخير الأفضل وتقديم المفضول على الأفضل فتكون موهبته عليه السلام من العلم أفضل من موهبته من الانزال المتضمن للبنوة والرسالة وهذا أشرف . وقال تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام في أمر الهدهد : * ( لأعذبنه عذابا شديدا ) * فلما جاء الهدهد قال : * ( أحطت بما لم تحط به ) * ( 5 ) اشتدت نفسه واستعلت بما عليه على سيد أهل الزمان ورسول الملك الديان مع عظم ملكه وهيبة مجلسه وعلم الهدهد بحقارة نفسه . فلولا أن العلم يرفع من
4
نام کتاب : روضة الطالبين نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 4