responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة نویسنده : الإمام الشافعي    جلد : 1  صفحه : 36

إسم الكتاب : الرسالة ( عدد الصفحات : 716)


إن العسير بها داء مخامرها * فشطرها بصر العينين مسحور [1]



[1] روايات نسخ الرسالة في هذا البيت مختلفة : فرواية ج : ( إن العسيب تهادى في مخامرها * فشطرها بصر العينين مسجور ) وهو خطأ صرف . ورواية : ( غن العسير بها داء يخامرها * فشطرها بصر العينين محسور ) وانا أرجح ان هذا تصرف من مصححي المطبعة الأميرية ببولاق ، ليوافقوا به بعض ما رأوه في كتب اللغة . ورواية س موافقة لأصل الربيع الذي سنبين ما فيه من خطأ ، وخلاف للروايات الصحيحة المعنى . ورواية الصحاح واللسان والكامل والطبري نصها : ( ان العسير بها داء مخامرها * فشطرها نظر العينين محسور ) والخلاف بين رواية البيت في أصل الربيع وبين سائر الروايات - عدا رواية شرح اشعار الهذليين للسكري . فإنها مباينة لباقي الروايات - : هذا الخلاف بسيط في حرفين وجوهري في حرفين : أولا : كلمة مخامرها على اسم الفاعل ، وفي ب يخامرها فعل مضارع والمعنى فيهما واحد . وثانيا : كلمة بصر العينين في جميع نسخ الرسالة ، وفي سائر الروايات نظر العينين ومعناهما واحد أيضا . وثالثا : كلمة العسير بالراء في آخرها ، فإنها في أصل الربيع و س وج العسيب بالباء الموحدة بدل الراء . وهي مخالفة لسائر الروايات ، وخطأ في المعنى أيضا . لان العسيب : عظم الذنب ، و ( العسيب ) أيضا : جريد النخل إذا كشط عنه خوصه . ولا يصلح واحد من هذين المعنيين في هذا البيت . والصواب ( العسير ) بالراء ، وهي الناقة التي لم تذلل ، قال في اللسان : ناقة عسير : اعتسرت من الإبل فركبت أو حمل عليها ولم تلين قبل . لان البيت في وصف ناقة ، كما نص عليه صاحب اللسان في مادة ع س ر وكما قال أبو العباس المبرد في الكامل 1 : 112 في شرح البيت : والعسير التي تعسر بذنبها إذا حملت ، اي تشيله وترفعه ، ومنه سمى الذنب عوسرا ، اي تضرب بذنبها ، ومعنى ذلك أنه ظهر من جهدها وسوء حالها ما أطيل معه النظر إليها حتى تحسر العينان ، والحسير : المعيي ، وفي القرآن : ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير . وأيضا فان البيت الذي بعده في اشعار الهذليين في الكلام على الناقة ، كما سنذكر . ورابعا : كلمة مسحور كتبت في أصل الربيع مسجور بالجيم ، وكذلك طبعت في س و ج وهي خطأ ليس لها معنى ، وانا أرجح ان أصلها بالحاء المهملة ، وان النقطة وضعها تحت الحاء بعض القارئين في الأصل . ووصف البصر بأنه مسحور وصف معروف ظاهر المعنى ، ومنه قوله تعالى في سورة الأعراف في الآية 116 : ( فما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم ) . والذي في سائر الروايات محسور : بتقديم الحاء على السين ، وقد سبق معناه في كلام المبرد . وقال في اللسان : ( حسر بصره يحسر حسورا : اي كل وانقطع نظره من طول مدى وما أشبه ذلك ، فهو حسير ومحسور ) . واما رواية السكري في شرح اشعار الهذليين فإنها مباينة تماما لهذه الروايات . قال ما نصه : ( وقال قيس بن عيزارة : إن النعوس بها داء يخامرها * فنحوها بصر العينين مخزور ويلمها لقحة إذا تأوبهم * مسع شامية فيها الأعاصير النعوس : لقحة تحمد عند الدر ، إذا حلبت نعست . قال : نعوس إذا درت جزور إذا غدت * بويزل عام أو سديس كبازل يقال : خزر البصر يخزر ، وطرف أخزر : إذا نظر من مؤخر عينه . مسع : اسم من أسماء الشمال ، مسع ونسع ، يقول : إذا هبت الشمال فبردت ففيها مستمتع . انتهى كلام السكري . وهو واضح ، وليس في الرواية عنده موضع الشاهد في أن الشطر معناه الجهة أو النحو . ورواية الشافعي أصح ، لأنه كان اعرف الناس بشعر الهذليين .

36

نام کتاب : الرسالة نویسنده : الإمام الشافعي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست