responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة نویسنده : الإمام الشافعي    جلد : 1  صفحه : 317


لا يتحرى [1] أحدكم بصلاته [2] عند طلوع الشمس ولا عند غروبها " 874 - [3] أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي [4] ان رسول الله قال " إن الشمس تطلع



[1] هكذا هو في الأصل بصورة المرفوع ، وكتب فيه « لا يتحرا » بالألف ، على عادته في كتابة مثل ذلك . وفي ب ونسخة ابن جماعه « لا يتحر » وهو مخالف للأصل ، وقد اختلفت نسخ الموطأ فيه . والظاهر أن النسخة التي شرح عليها السيوطي كالأصل هنا ، والتي شرح عليها الزرقاني بحذف الياء ، وقال : « هكذا بلا ياء عند أكثر رواة الموطأ ، على أن [ لا ] ناهية ، وفي رواية التنيسي والنيسابوري [ لا يتحرى ] بالياء على ان [ لا ] نافية » . الثابت في النسخة اليونينية من البخاري - وهي أصح النسخ ، ضبطا وإتقانا - « لا يتحري » بالياء أيضا ( ج 1 ص 121 ) وكذلك في اختلاف الحديث ، وقد تمحلوا لتأويل ذلك كعادتهم ، بجعل [ لا ] نافية ، كما فعل الزرقاني ، وكما نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن السهيلي وعن الطيبي ( ج 2 ص 49 - 50 ) . وقال الحافظ العراقي في طرح التثريب ( ج 2 ص 182 ) : « كذا وقع في الموطأ والصحيحين [ لا يتحرا ] باثبات الألف ، وكان الوجه حذفها ، ليكون ذلك علامة جزمه ، ولكن الاثبات اشباع ، فهو على حد قوله تعالى ( إنه من يتقي ويصبر ) فيمن قرأ باثبات الياء » . وانظر أيضا شرح شواهد التوضيح لابن مالك ( ص 11 - 15 ) .
[2] كذا في الأصل وسائر النسخ « بصلاته » والذي في الموطأ والبخاري واختلاف الحديث و غيرها بدلها « فيصلى » . فيظهر أن الشافعي رواه هنا بالمعنى .
[3] الحديث في الموطأ ( ج 1 ص 221 ) ورواه الشافعي عن مالك ، في اختلاف الحديث ( ص 125 ) وفي الام ( ج 1 ص 130 ) ورواه البخاري ومسلم وغيرهما أيضا . وانظر شرح الزرقاني على الموطأ ( ج 1 ص 396 - 397 ) .
[4] « الصنابحي » بضم الصاد المهملة وفتح النون وكسر الباء الموحدة ثم حاء مهملة ، نسبة إلى « صنابح » بطن من مراد ، كما قال الزرقاني في شرح الموطأ ( ج 1 ص 395 ) . وقد اضطربت أقوالهم في الصنابحي هذا اضطرابا غريبا ، لأن عندهم راويين آخرين يشتبهان به ، أحدهما « أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة - بالتصغير الصنابحي » ، والآخر « الصنابح بن الأعسر الأحمسي » فقد ظنوا أن الصنابحي الراوي هنا هو أحد هذين ، وأن مالكا أو بعض الرواة عنه أخطأ في اسمه ، ولذلك قال الترمذي في [ باب ما جاء في فضل الطهور ] بعد أن ذكر ان في الباب عن الصنابحي ، قال : « والصنابحي الذي روى عن أبي بكر الصديق ليس له سماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة ، ويكنى أبا عبد الله ، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق ، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث » . ( ج 1 ص 8 من شرحنا عليه ) . وقال أيضا في [ باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر وبعد الفجر ] فيمن ذكر أحاديثهم في الباب : « الصنابحي ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم » ( ج 1 ص 344 ) . ونقل الحافظ ابن حجر في التهذيب ( ج 6 ص 91 ) عن الترمذي قال : « سألت محمد بن إسماعيل عنه ؟ فقال : وهم فيه مالك ، وهو أبو عبد الله ، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة ، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم » . وكذلك نقل البيهقي في السنن الكبرى عن البخاري ( ج 1 ص 81 - 82 ) ، ونقل نحوه أيضا عن يحيى بن معين ، وقال البيهقي أيضا في هذا الحديث ( ج 2 ص 454 ) : « كذلك رواه مالك بن أنس ، ورواه معمر بن راشد عن زيد بن أسلم عن عطاء ، عن أبي عبد الله الصنابحي . قال أبو عيسى الترمذي : الصحيح رواية معمر ، وهو أبو عبد الله الصنابحي ، واسمه عبد الرحمن بن عسيلة » . ونقل ابن حجر في التهذيب ( ج 6 ص 229 ) عن يعقوب بن شيبة قال : « هؤلاء الصنابحيون الذين يروى عنهم في العدد ستة ، وإنما هما اثنان فقط : الصنابحي الأحمسي ، وهو الصنابح الأحمسي ، هذان واحد ، من قال فيه [ الصنابحي ] فقط أخطأ ، وهو الذي يروي عنه الكوفيون ، والثاني : عبد الرحمن بن عسيلة ، كنيته أبو عبد الله ، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، بل أرسل عنه ، روى عن أبي بكر وغيره ، فمن قال [ عن عبد الرحمن الصنابحي ] فقط أصاب اسمه ، ومن قال [ عن أبي عبد الله الصنابحي ] فقد أصاب كنيته ، وهو رجل واحد ، ومن قال [ عن أبي عبد الرحمن ] فقد أخطأ ، قلب اسمه فجعله كنيته ، ومن قال [ عن عبد الله الصنابحي ] فقد أخطأ قلب كنيته فجعلها اسمه . هذا قول علي بن المديني ومن تابعه ، وهو الصواب عندي » . وقد قلدهم ابن عبد البر في ذلك ، فيما نقله عنه السيوطي في شرح الموطأ في موضعين ( ج 1 ص 52 و 220 ) قال في الأول : « قال ابن عبد البر : سئل ابن معين عن أحاديث الصنابحي عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : مرسلة ، ليس له صحبة ، وإنما هو من كبار التابعين ، وليس هو [ عبد الله ] ، وانما هو [ أبو عبد الله ] واسمه عبد الرحمن بن عسيلة » . وقال في الموضع الثاني ، وهو شرح الحديث الذي هنا : « قال ابن عبد البر : هكذا قال جمهور الرواة عن مالك ، وقالت طائفة ، منهم مطرف واسحق بن عيسى الطباع : [ عن عطاء عن أبي عبد الله الصنابحي ] قال : وهو الصواب وهو عبد الرحمن بن عسيلة ، تابعي ثقة ، ليست له صحبة . قال : وروى زهير بن محمد هذا الحديث عن زيد بن أسلم عن عطاء عن عبد الله الصنابحي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو خطأ ، والصنابحي لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . وزهير ، لا يحتج بحديثه » . هذا قولهم ، وكله عندي خطأ ، اختلطت عليهم الروايات والأسماء واشتبهت ، بل هم ثلاثة ، لا اثنان : « الصنابح بن الأعسر الأحمسي » صحابي ، و « أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي » تابعي ، والثالث : « عبد الله الصنابحي » صحابي سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يخطئ فيه مالك ، ولم يخطئ زهير بن محمد في روايته قول عبد الله الصنابحي « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم » ، وزهير ثقة ، والطعن فيه ليس قائما ، وانظر كلامنا عليه في شرحنا على الترمذي ( ج 2 ص 91 - 92 ) ومع ذلك فان زهيرا لم ينفرد بهذا التصريح بسماع عبد الله الصنابحي من النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد صرح به مالك أيضا ، نقله الحافظ في الإصابة ( ج 4 ص 145 ) فقال : « وكذا أخرجه الدار قطني في غرائب مالك من طريق إسماعيل بن أبي الحرث ، وابن منده من طريق إسماعيل الصائغ : كلاهما عن مالك وزهير بن محمد قالا : حدثنا زيد بن أسلم بهذا ، قال ابن منده : رواه محمد بن جعفر بن أبي كثير وخارجة بن مصعب بن زيد » . وأقوى من هذا كله أن ابن سعد ترجم في الطبقات « تسمية من نزل الشأم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم » فذكر تراجمهم ( ج 7 ق 2 ص 111 - 151 ) ثم ترجم عقبهم « الطبقة الأولى من أهل الشأم بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم » فذكر الصنابحي هذا في الصحابة الذين نزلوا الشأم فقال ( ج 7 ق 2 ص 142 ) : « عبد الله الصنابحي ، أخبرنا سويد بن سعيد قال حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال : سمعت عبد الله الصنابحي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أن الشمس تطلع من قرن شيطان ، فإذا طلعت قارنها ، فإذا ارتفعت فارقها ، ويقارنها حين تستوي ، فإذا نزلت للغروب قارنها ، وإذا غربت فارقها ، فلا تصلوا هذه الساعات الثلاث » . فهذا جزم من ابن سعد بأنه صحابي ، ورواية باسناد صحيح أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، كرواية زهير بن محمد . ثم هذا الصنابحي له حديثان ، هذا الحديث الذي هنا ، وحديث آخر في فضل الوضوء ، رواه مالك في الموطأ بهذا الإسناد ( ج 1 ص 52 - 53 ) ومالك الحكم والحجة في حديث أهل المدينة وروايتهم ، وقد تابعه غيره في حديث الباب ، فلا يحكم بخطئه الا بدليل قاطع ، إذ هو الحجة على غيره . وبعد كتابة ما تقدم وجدت بحاشية الأم ( ج 1 ص 130 ) عن السراج البلقيني قال : « حديث الصنابحي هذا هو في الموطأ روايتنا من طريق يحيى بن يحيى . وأخرجه النسائي من حديث قتيبة عن مالك كذلك ، وأما ابن ماجة فأخرج الحديث من طريق شيخه اسحق بن منصور الكوسج عن عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد الله الصنابحي ، كذا وقع في كتاب ابن ماجة [ عن أبي عبد الله ] . واعلم أن جماعة من الأقدمين نسبوا الامام مالكا إلى أنه وقع له خلل في هذا الحديث . باعتبار اعتقادهم أن الصنابحي في هذا الحديث هو عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله ، وإنما صحب أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، وليس الأمر كما زعموا ، بل هذا صحابي غير عبد الرحمن بن عسيلة ، وغير الصنابحي بن الأعسر الأحمسي ، وقد بينت ذلك بيانا شافيا في تصنيف لطيف ، سميته [ الطريقة الواضحة في تبيين الصنابحة ] ، فلينظر ما فيه فإنه نفيس » . وهذا يوافق ما رجحته ، فالحمد لله على التوفيق .

317

نام کتاب : الرسالة نویسنده : الإمام الشافعي    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست