نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 25
المسجد : * ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) * فلم يزل قابضا على لحيته إلى الفجر وهو يقول : نجزى بمثقال ذرة . فرحمة الله عليه ورضوانه وتوفي - رضي الله عنه - في رجب أو شعبان سنة خمسين ومائة ، وفيه قال بعضهم : إن ترد في أبي حنيفة وصفا * فالرواة الثقات عنه تشير كان شمسا يضئ بالعلم حقا * وهو في الناس بالعلوم الأمير كان شيخ الاسلام قدوة خلق الله حقا لما اقتضاه القدير لم يزل وجهه جميلا بهيا * خاشعا لا يشوبه تكدير معرضا عن حطام دنيا تلهي * كل عقل بحبها مأسور قد تساوى لديه تنزيه نفس * عن حطام قليلها والكثير وأما الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، فكانت ولادته سنة أربع وستين ومائة . قال إدريس الحداد : كان الإمام أحمد صاحب رواية في الحديث ، ليس في زمانه مثله ، وكان رضي الله عنه زاهدا ورعا عابدا . قال عبد الله ، ولده : كان أبي يقرأ في كل ليلة سبع القرآن ، ويختم في كل سبعة أيام ختمة ، ثم يقوم إلى الصباح ، وكان يصلي في كل يوم ثلاثمائة ركعة . قال الشافعي رضي الله عنه : خرجت من بغداد وما خلفت فيها أفقه ولا أورع ولا أزهد ولا أعلم من الإمام أحمد ، وكان يحيي الليل كله من وقت كونه غلاما ، وله في كل يوم ختم . وتوفي رضي الله عنه سنة إحدى وأربعين ومائتين . والحاصل أن فضله وفضل سائر الأئمة أشهر من الشمس في رابعة النهار ، وقد جمع بعضهم تاريخ ولادتهم وموتهم ومقدار عمرهم في قوله : تاريخ نعمان يكن سيف سطا * ومالك في قطع جوف ضبطا والشافعي صين ببر ند * وأحمد بسبق أمر جعد فاحسب على ترتيب نظم الشعر * ميلادهم فموتهم كالعمر فولادة أبي حنفية سنة ثمانين وجمله يكن ، ووفاته سنة مائة وخمسين وجمله سيف ، وعمره سبعون وجمله سطا . وولادة مالك سنة تسعين وجمله في ، ووفاته مائة وتسع وسبعين وجمله قطع ، وعمره تسع وثمانون وجمله جوف . وولادة الشافعي سنة مائة وخمسين يوم وفاة أبي حنيفة وجمله صين ، ووفاته سنة مائتين وأربع وجمله ببر ، وعمره أربع وخمسون وجمله ند . وولادة أحمد سنة أربع وستين ومائة وجمله بسبق ، ووفاته سنة إحدى وأربعين ومائتين وجمله أمر ، وعمره سبع وسبعون وجمله جعد . رضي الله عنهم وعنا بهم أجمعين . ( تنبيه ) كل من الأئمة الأربعة على الصواب ويجب تقليد واحد منهم ، ومن قلد واحدا منهم خرج عن عهدة التكليف ، وعلى المقلد اعتقاد أرجحية مذهبه أو مساواته ، ولا يجوز تقليد غيرهم في إفتاء أو قضاء . قال ابن حجر ، ولا يجوز العمل بالضعيف بالمذهب ، ويمتنع التلفيق في مسألة ، كأن قلد مالكا في طهارة الكلب والشافعي في مسح بعض الرأس في صلاة واحدة ، وأما في مسألة بتمامها بجميع معتبراتها فيجوز ، ولو بعد العمل ، كأن أدى عبادته صحيحة عند بعض الأئمة دون غيره ، فله تقليده فيها حتى لا يلزمه قضاؤها . وسيأتي بسط الكلام على التقليد في باب القضاء إن شاء الله تعالى . ( قوله : وهذا الشرح ) معطوف على ضمير انتخبته الواقع مفعولا . ( قوله : لشيخنا إلخ ) ولد - رضي الله عنه - سنة تسع وتسعمائة في أواخرها ، ومات أبوه وهو صغير فكفله جده ، ثم لما مات جده كفله شيخا أبيه العارفان الكاملان شهاب الدين أبو الحمائل وشمس الدين الشناوي ، ونقله الثاني من بلده إلى مقام سيدي أحمد البدوي ، فقرأ هناك في مبادي العلوم ،
25
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 25