نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 23
( وقوله ) : والعمر عن تحصيل كل علم * يقصر فابدأ منه بالأهم وذلك الفقه فإن منه * ما لا غنى في كل حال عنه واعلم أن الآيات والأحاديث الدالة على فضل العلم مطلقا كثيرة شهيرة ، فمن الآيات قوله تعالى : * ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) * ومن الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام : من سلك طريقا يبتغي فيها علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر وقوله ( ص ) : فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وإن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض ، حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت في الماء ، ليصلون على معلمي الناس الخير . قال معاذ رضي الله عنه : تعلموا العلم . فإن تعليمه حسنة ، وطلبه عبادة ، ومذكراته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وبذله صدقة . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : الناس رجلان ، عالم ومتعلم ، ولا خير فيما سوى ذلك . ويقال : من ذهب إلى عالم وجلس عنده ولم يقدر على حفظ شئ مما قاله أعطاه الله سبع كرامات ، أولها : ينال فضل المتعلمين . وثانيها : ما دام عنده جالسا كان محبوسا عن الذنوب والخطايا . وثالثها : إذا خرج من منزله نزلت عليه الرحمة . ورابعها : إذا جلس عنده نزلت الرحمة على العالم فتصيبه ببركته . وخامسها : تكتب له الحسنات ما دام مستمعا . وسادسها : تحفهم الملائكة بأجنحتهم وهو فيهم . وسابعها : كل قدم يرفعها ويضعها تكون كفارة للذنوب ورفعا للدرجات وزيادة في الحسنات . هذا لمن لم يحفظ شيئا ، وأما الذي يحفظ فله أضعاف ذلك مضاعفة . وعن عمر رضي الله عنه أنه قال : إن الرجل ليخرج من منزله وعليه من الذنوب مثل جبال تهامة ، فإذا سمع العلم خاف الله واسترجع من ذنوبه ، فينصرف إلى منزله وليس عليه ذنب ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله لم يخلق على وجه الأرض أكرم من مجلسهم . قال بعضهم : ولو لم يكن لحضور مجلس العلم منفعة سوى النظر إلى وجه العالم لكان الواجب على العاقل أن يرغب فيه ، فكيف وقد أقام النبي ( ص ) العلماء مقام نفسه فقال : من زار عالما فكأنما زارني ، ومن صافح عالما فكأنما صافحني ، ومن جالس عالما فكأنما جالسني ، ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله تعالى معي يوم القيامة في الجنة . وما ورد في فضل العلم والعلماء أكثر من أن يحصى ، وفي هذا القدر كفاية ، فنسأل الله العظيم أن يجعلنا من العلماء العاملين ، وأن يمنحنا كمال المتابعة والمحبة لسيدنا محمد سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . ( قوله : على مذهب الامام ) صفة للفقه ، أي في الفقه الكائن على مذهب الإمام الشافعي . والمذهب في اللغة اسم لمكان الذهاب ، ثم استعمل فيما ذهب إليه الامام من الاحكام مجازا على طريق الاستعارة التصريحية التبعية ، وتقريرها أن تقول شبه اختيار الاحكام بمعنى الذهاب ، واستعير الذهاب لاختيار الاحكام ، واشتق منه مذهب بمعنى أحكام مختارة ، ثم صار حقيقة عرفية . ( قوله : ابن عبد مناف ) فيجتمع الإمام الشافعي مع النبي ( ص ) في عبد مناف ، لأنه ( ص ) سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، وهاشم الذي في نسبه ( ص ) عم لهاشم الذي في نسب الامام . ( قوله : وولد إمامنا رضي الله عنه ) أي بغزة التي توفي فيها هاشم جد النبي ( ص ) ، وقيل بعسقلان ، ثم حمل إلى مكة وهو ابن سنتين ، ونشأ بها وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين ، والموطأ وهو ابن
23
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 23