نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 198
المعاصي ثم تاب توبة صحيحة وسلك طريق السلوك وقام بخدمة ملك الملوك يسمى صالحا . ( قوله : أشهد أن لا إله إلا الله ) أي أقر وأذعن بأنه لا معبود بحق ممكن إلا الله . ويتعين لفظ أشهد ، فلا يقوم غيره مقامه لان الشارع تعبدنا به . وقوله : وأن محمدا رسول الله الأولى ذكر السيادة ، لان الأفضل سلوك الأدب . وحديث : لا تسودوني في صلاتكم . باطل . ( قوله : ويسن لكل ) أي من الامام والمنفرد والمأموم . وهذا شروع في بيان أكمل التشهد ، وقد ورد فيه أخبار صحيحة . فقد روي أنه ( ص ) : لما جاوز سدرة المنتهى ليلة الاسراء غشيته سحابة من نور ، فيها من الألوان ما شاء الله . فوقف جبريل ولم يسر معه ، فقال له ( ص ) : أتتركني أسير منفردا ؟ فقال له جبريل : وما منا إلا له مقام معلوم . فقال النبي ( ص ) : سر معي ولو خطوة . فسار معه خطوة فكاد أن يحترق من النور والجلال والهيبة ، وصغر وذاب حتى صار قدر العصفور ، فأشار على النبي بأن يسلم على ربه إذا وصل مكان الخطاب . فلما وصل النبي إليه قال : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله . فقال الله تعالى : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . فأحب النبي أن يكون لعباد الله الصالحين نصيب من هذا المقام ، فقال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . فقال جميع أهل السماوات : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . قوله : المباركات أي الناميات . أي الأشياء التي تنمو وتزيد . وقوله : الصلوات أي الخمس . وقيل : مطلق الصلوات . والطيبات : أي الأعمال الصالحة . ( فائدة ) ذكر الفشني في شرح الأربعين أن في الجنة شجرة اسمها التحيات ، وعليها طائر اسمه المباركات ، وتحتها عين اسمها الطيبات ، فإذا قال العبد ذلك في كل صلاة نزل ذلك الطائر من فوق الشجرة وانغمس في تلك العين ثم خرج منها وهو ينفض أجنحته فيتقطر الماء من عليه ، فيخلق الله من كل قطرة ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة . ( قوله : وأشهد الثاني ) معطوف على مدخول زيادة ، أي ويسن زيادة أشهد الثاني أي الداخل على وأن محمدا رسول الله . وعليه ، فالمناسب أن يقول : وأشهد في الثاني ، بزيادة في الظرفية . ويحتمل أنه معطوف على زيادة ، أي ويسن أشهد الثاني ، وهو المناسب للمعطوف الذي بعده . لكن يرد عليه أنه يقتضي أنه تقدم منه ذكره ، مع أنه ليس كذلك . إلا أن يقال إن أل الداخلة على الثاني للعهد الذهني ، أي المعروف عندهم . ( قوله : وتعريف السلام ) معطوف على زيادة ، أي ويسن تعريف السلام لكثرته في الاخبار . وكلام الشافعي : ولزيادته وموافقته سلام التحلل . وعبارة المغني : وتعريف السلام أفضل - كما قال المصنف - من تنكيره . وصحح الرافعي أنهما سواء . وقيل : تنكيره أفضل . اه بحذف . ( قوله : لا البسملة قبله ) أي لا تسن البسملة قبل التشهد لعدم ثبوتها . وعبارة المغني : ولا يسن في أول التشهد بسم الله على الأصح ، والحديث فيه ضعيف . اه . ( قوله : ولا يجوز إبدال لفظ من هذا الأقل ) أي من الألفاظ الثابتة في أقل التشهد ، ولو أتى بالأكمل ، اقتصارا على الوارد . ( قوله : ولو بمرادفه ) غاية لمقدر ، أي بلفظ آخر ولو كان مرادفا له . ( قوله : كالنبي بالرسول ) أي كإبدال النبي بالرسول ، في قوله : السلام عليك أيها النبي ، وهو من الابدال بالمرادف ، بناء على أنهما مترادفان . وإلا فهو من الابدال بالأخص منه ، إذ الرسول أخص من النبي على الأصح . وقوله : وعكسه أي وإبدال الرسول بالنبي في قوله : وأشهد أن محمدا رسول الله . وإنما لم يجزئ ذلك لان الرسالة أخص من النبوة على الأصح ، فلا يلزم من كونه نبيا كونه رسولا ، فيحتاج للتنصيص على كونه رسولا ليظهر فضله على من ليس له مقام الرسالة من النبيين . ( قوله : ومحمد بأحمد ) أي وإبدال محمد بأحمد ، وهذا من الابدال بالمرادف لا غير . ( قوله : وغيره ) أي وكغير ذلك ، فهو معطوف على مدخول الكاف ، وذلك كإبدال أشهد بأعلم فلا يجزئ ، لان الشارع تعبدنا بالأولى ويحتمل أنه معطوف على أحمد ، أي وإبدال محمد بغير أحمد من بقية أسماء النبي . ( قوله : ويكفي وأن محمدا عبده ورسوله ) أي بزيادة عبده ، والاتيان بالضمير في رسوله بدل الاسم الظاهر . ( قوله : لا وأن محمدا رسوله ) أي لا يكفي
198
نام کتاب : إعانة الطالبين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 198