نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 699
الصلاة فيه لاستتارها بالثوب . بحر . قوله : ( لا تتبين الخ ) هذا أضبط مما في القهستاني بحيث قال : بحيث لا تبدو للناظر إلا بتبصر بليغ كما في الكرماني ، أو لا تبدو له من بعيد كما في المحيط . ثم قال : لكن في الخزانة : إن كانت الصورة مقدار طير يكره ، وإن كانت أصغر فلا ا ه . قوله : ( أو مقطوعة الرأس ) أي سواء كان من الأصل أو كان لها رأس ومحي ، وسواء كان القطع بخيط خيط على جميع الرأس حتى لم يبق له أثر ، أو يطليه بمغرة أو بنحته ، أو بغسله لأنها لا تعبد بدون الرأس عادة ، وأما قطع الرأس عن الجسد بخيط مع بقاء الرأس على حاله فلا ينفي الكراهة ، لان من الطيور ما هو مطوق فلا يتحقق القطع بذلك ، وقيد بالرأس لأنه لا اعتبار بإزالة الحاجبين أو العينين لأنها تعبد بدونها ، وكذا لا اعتبار بقطع اليدين أو الرجلين . بحر . قوله : ( أو ممحوة عضو الخ ) تعميم بعد تخصيص ، وهل مثل ذلك ما لو كانت مثقوبة البطن مثلا ؟ والظاهر أنه لو كان الثقب كبيرا يظهر به نقصها فنعم ، وإلا فلا ، كما لو كان الثقب لوضع عصا تمسك بها كمثل صور لخيال التي يلعب بها لأنها تبقى معه صورة تامة . تأمل . قوله : ( أو لغير ذي روح ) لقول ابن عباس للسائل فإن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له رواه الشيخان ، ولا فرق في الشجر بين المثمر وغيره خلافا لمجاهد . بحر . قوله : ( لأنها لا تعبد ) أي هذه المذكورا ت وحينئذ فلا يحصل التشبه . فإن قيل : عبد الشمس والقمر والكواكب والشجرة الخضرا قلنا : عبد عينه لا تمثاله ، فعلى هذا ينبغي أن يكره استقبال عين هذه الأشياء . معراج : أي لأنها عين ما عبد ، بخلاف ما لو صورها واستقبل صورتها . قوله : ( وخبر جبريل الخ ) هو قوله للنبي ( ص ) إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة رواه مسلم وهذا إشارة إلى الجواب عما يقال : إن كانت علة الكراهة فيما مر كون المحل الذي تقع فيه الصلاة لا تدخله الملائكة ، لان شر البقاع بقعة لا تدخلها الملائكة ، ينبغي أن تكره ولو كانت الصورة مهانة ، لان قوله : ولا صورة نكرة في سياق النفي فتعم ، وإن كانت العلة التشبه بعبادتها فلا تكره إلا إذا كانت أمامه أو فوق رأسه . والجواب أن العلة هي الأمر الأول ، وأما الثاني فيفيد أشدية الكراهة غير أن عموم النص المذكور مخصوص بغير المهانة ، لما روى ابن حبان والنسائي استأذن جبريل عليه السلام على النبي ( ص ) فقال : ادخل فقال : كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير ؟ فإن كنت لا بد فاعلا فاقطع رؤوسها أو أقطعها وسائد أو اجعلها بسطا نعم يرد على هذا ما إذا كانت على بساط في موضع السجود ، فقد مر أنه يكره مع أنها لا تمنع دخول الملائكة ، وليس فيها تشبه لان عبدة الأصنام لا يسجدون عليها ، بل ينصبونها ويتوجهون إليها ، إلا أن يقال : فيها صورة التشبه بعبادتها حال القيام والركوع وتعظيم لها إن سجد عليها ا ه . ملخصا من الحلية والبحر . أقول : الذي يظهر من كلامهم أن العلة إما التعظيم أو التشبه كما قدمناه ، والتعظيم أعم ، كما لو كانت عن يمينه أو يساره أو موضع سجوده فإنه لا تشبه فيها بل فيها تعظيم ، وما كان فيه تعظيم وتشبه فهو أشد كراهة ، ولهذا تفاوتت رتبتها كما مر ، وخبر جبريل عليه السلام معلوم بالتعظيم بدليل الحديث الآخر وغيره ، فعدم دخول الملائكة إنما هو حيث كانت الصورة معظمة ، وتعليل كراهة
699
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 699