responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 66


مثل ما استنبطه من المسائل ، مع أنه أول من استنبط من الأدلة على الوجه المخصوص المعروف في كتب أصحابه ، ولأجل اشتغاله بهذا الأهم لم يظهر حديثه في الخارج ، كما أن أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما لما اشتغلا بمصالح المسلمين العامة لم يظهر عنهما من رواية الأحاديث مثل ما ظهر عن صغار الصحابة ، وكذلك مالك والشافعي لم يظهر عنهما مثل ما ظهر عمن تفرغ للرواية كأبي زرعه وابن معين لاشتغالهما بذلك الاستنباط . على أن كثرة الرواية بدون دراية ليس فيه كثير مدح بل عقد له ابن عبد البر بابا في ذمه ثم قال : والذي عليه فقهاء جماعة المسلمين وعلمائهم ، ذم الاكثار من الحديث بدون تفقه ولا تدبر . وقال ابن شبرمة : أقلل الرواية تتفقه . وقال ابن المبارك : ليكن الذي تعتمد عليه الأثر ، وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث .
ومن أعذار أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه ما يفيده قوله : لا ينبغي للرجل أن يحدث من الحديث إلا بما يحفظه يوم سمعه إلى يوم يحدث به ، فهو لا يروي الرواية إلا لمن حفظ .
وروي الخطيب عن إسرائيل بن يونس أنه قال : نعم الرجل النعمان ، ما كان أحفظه لكل حديث فيه فقه وأشد فحصه عنه ، وأعلمه بما فيه من الفقه . وتمامه في الخيرات الحسان لابن حجر .
قوله : ( وفقه ) المراد به ما يعم التوحيد ، فإن الفقه كما عرفه الامام معرفة النفس ما لها وما عليها ط .
قوله : ( كآيات الزبور ) التشبيه في الايضاح والبيان لا في احكام ، لان الزبور مواعظ ، ويحتمل أنه تشبيه في الزينة ، والمعنى أنه زان ما ذكر كما زينت النقوش الطروس ط . قوله : ( فما في المشرقين الخ ) المشرق محل الشروق : أي الطلوع ، والمغرب محل الغروب ، وثناهما مع أن كلا منهما واحد كما في قوله تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين ) على إرادة مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما . قاله البيضاوي . وقيل مشرق الشمس والفجر ، ومغرب الشمس والشفق ، أو مشرق الشمس والقمر ومغربيهما ، وجمعا في قوله تعالى : ( رب المشارق والمغارب ) باعتبار الأقطار أو الأيام أو المنازل .
أفاده ط . قوله : ( ولا بكوفة ) خصها بالذكر مع أن المراد المشرقين والمغربين وما بينهما بقرينة المقام لأنها بلده ، أو لأنها من أعظم بلاد الاسلام يومئذ . قال في القاموس : الكوفة الرملة الحمرة [1] المستديرة ، أو كل رملة يخالطها حصباء ، ومدينة العراق الكبرى ، وقبة الاسلام ، ودار هجرة المسلمين ، مصرها سعد ابن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه ، وكانت منزل نوح وبنى مسجدها .
سميت بذلك لاستدارتها واجتماع الناس بها . ويقال لها كوفان ويفتح ، وكوفة الجند لأنها اختطت فيها خطط العرب أيام عثمان رضي الله تعالى عنه ، خططها السائب بن الأقرع الثقفي الخ . قوله : ( يبيت مشمرا الخ ) التشمير : الجد والتهيؤ . قاموس . وسهر فعل ماض ، والجملة حال على إضمار ( قد ) مثلها في قوله تعالى ( أو جاؤوكم حصرت صدورهم ) أو صفة مشبهة والأولى أنسب بقوله :
وصام ، ولله متعلق بصام ، وخفيه مفعول لأجله ، وزاد في تنوير الصحيفة بعد هذا البيت وبيتين وهما



[1] في ط ( قوله الحمرة ) هكذا بخطه ، والذي في عبارة القاموس ( الحمراء ) بألف التأنيث الممدودة ولعله الصواب .

66

نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست